المفاهيم المرتبطة بتكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية:
يرتبط بتكنولوجيا التعليم
والوسائل التعليمية عدد من المفاهيم غالبا ما يحدث الخلط بينها وفيما يلى توضيح
لها.
مفهوم التكنولوجيا:
إقتصر فهم العديد من الأفراد
سابقا لمفهوم التكنولوجيا على أنه مجرد استخدام بعض الأدوات والاجهزة فى عملية
التعليم والتعلم.
فكلمة تكنولوجيا اشتقت من
الكلمة اليونانية Techne وتعنى مهارة أو حرفة وكلمة logoy
تعنى علما أو فنا.وبذلك فإن كلمة تكنولوجيا تعنى علم المهارات أو الفنون أو فن
الصنعة أى دراسة المهارات بشكل منطقى لتأدية وظيفة محددة.
والتكنولوجيا كما عرفها جلبرث: هى التطبيق النظامى للمعرفة العلمية من أجل أغراض عملية
أمادونالدبل: فقد عرفها بأنها التنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية
ذات كفاءة عالية وتوحيد القوى الكامنة فى البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها فى
الربح المادى وعرفها حيتافون: على أن الحاسب لا يعد تقنية وإنما هو جزء من
التقنية المتقدمة لعدة جهازا يقوم بعمليات دقيقة حتى ينجز الأعمال بشكل فعال(مجدى
عزيز:2002: 430).
وفى ضوء ما تقدم يمكن الإستنتاج بأن التكنولوجيا:
طريقة نظامية تسير وفق
المعارف المنظمة وتستخدم جميع الإمكانات المتاحة مادية كانت أم غير مادية بأسلوب
فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه إلى درجة عالية من الاتقان أو الكفاية أى أنها تقوم
على أساس توفر مقومات ثلاث هى:
1- بناء معرفى منظم مستمد من البحوث والنظريات
2- عناصر بشرية وغير بشرية
3- تطبيق المعرفة بطريقة
منهجية منظمة فى معالجة العناصر وترابطها معا وما يحدث بينها من علاقات وتفاعلات(مصطفى عبد السميع وآخرون:2004: 6)
وبذلك فإن للتكنولوجيا ثلاث معان:
1- التكنولوجيا كعمليات:
وتعنى التطبيق النظامى
للمعرفة العلمية او أى معرفة منظمة لأجل مهمات أو أغراض عملية.
2- التكنولوجيا كنواتج:
وتعنى الأدوات والأجهزة
والمواد الناتجة من تطبيق المعرفة العلمية.
3- التكنولوجيا كعملية ونواتج معا:
وتستعمل بهذا المعنى عندما
يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا مثل تقنيات الحاسوب. (محمد ابوحيلة:2002:
16).
تكنولوجيا التعليم:
على ضوء التعريفات السابقة
المصطلح التكنولوجيا بمعناه العام يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها "تطبيق
نظمى لمبادئ ونظريات التعلم عمليا فى الواقع الفعلى لميدان التعليم بمعنى أنها
"تفاعل منظم بين كل من العنصر البشرى المشارك فى عملية التعليم والأجهزة
والآلات والأدوات التعليمية والمواد التعليمية بهدف تحقيق الأهداف التعليمية او حل
مشكلات التعليم"(محمد ابوحيلة:2002: 17).
معنى هذا أن تكنولوجيا التعليم
تستند إلى أساس نظرى أى يتم توجيهها من خلال نظرية كما أنها تسير وفقا لنظام محدد
وأن عناصرها تتفاعل مع منظومة واحدة لكى تحقق فى النهاية أهداف العملية التعليمية(زاهر
احمد:1997: 23).
كما يقصد بمصطلح تكنولوجيا التعليم:
جميع الوسائل أو الوسائط
التى تستخدم أو يستعان بها فى العملية التربوية سواء كانت هذه الوسائل بسيطة أو
معقدة يدوية أو آلية فردية أو جماعية(مجدى عزيز:2002: 437).
كما يعرفها جتترى بأنها:
المعرفة الناتجة عن تطبيق
علم التعليم والتعلم فى العالم الواقعى لقاعة الدرس إضافة إلى الأدوات والمنهجيات
التى يتم تطويرها للمساعدة فى هذه التطبيقات.
أما روبرت ماجينيه:
فقد وضع تعريفا لتكنولوجيا
التعليم أكثر شمولا حيث إهتم بالشروط الواجب توافرها فى تكنولوجيا التعليم حتى
تؤتى ثمارها: إن تكنولوجيا التعليم تهتم بدراسة وتهيئة الشروط من أجل تحقيق تعلم
أفضل، بعض هذه الشروط تتمثل فى: قدرات ومؤهلات المتعلم الفرد لما فى ذلك القدرات
السمعية والبصرية وقدرات الاستيعاب المرتبطة بمهارات التحدث والكتابة.....وتوجد
شروط أخرى تفض المساحة الأكبر حيث ترتبط بالوسائل الخاصة وينمط عرض المعلومات
للمتعلم وتوقيعها وتسلسلها وتنظيمها(عبد الله الكندرى:د.ت:11).
يمكن تعريفها بأنها التطبيق
الشامل والنظامى للإستراتيجية والأساليب المشتقة من مفاهيم العلم السلوكى والمادى
ومفاهيم أخرى فى حل المشكلات التعليمية.
تخلص من هذه التعريفات
إجمالا أن تكنولوجيا
التعليم جاءت كما قرارات لتقدم العلم وتطبيقاته فى المجالات الحياتية المختلفة حيث
ظهرت فى شكل أدوات أو معينات يمكنها مساعدة التعليم على تحقيق أهدافه وحل العديد
من مشكلات التعلم ومن ثم فهى فى أوسع معانيها تعنى:
"تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف
جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة تعمل جميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية
لتحقيق أهداف التعليم.
وبذلك يشمل المفهوم السابق أبعاد ثلاثة هى(نرجس عبد القادر:د.ت:41):
1- العمليات الإجرائية:
مجموعة الخطوات الإجرائية
التى تقوم وفق نظام مبنى على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط
والإعداد والتطوير والتنفيذ والتقويم لمختلف جوانب عليه التعلم والتعليم.
2- الوسائل التقنية: بجانبها الاجهزة والبرمجيات.
أما الأجهزة: مجموعة الآلات التى تستخدم فى علميتى التعليم والتعلم مثل أجهزة عرض
الشفافيات والشرائح.
فى حين تعنى البرمجيات: مجموعة البرامج التى يتم من خلالها تحويل المادة التعليمية من شكلها
التقليدى المعروف فى الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج وتتم عمليات البرمجة وفق
قواعد وأصول تراعى من خلالها مبادئ مدروسة فى التعليم والتطوير والإنتاج والتقويم
ويمكن عرضها من خلال الأجهزة السابقة.
3- العناصر البشرية:
بشكل كل من المعلم والمتعلم
طرفين أساسيين فى العملية التعليمية وفى تكنولوجيا التعلم ينظر إليهما من خلال
نظريات الإتصال والتى ركزت على أنه يمكن أن يكون مصدر الإتصال بصريا وغير بصريا
فربما يكون المعلم أو
الحاسوب وغير ذلك من الأجهزة التقنية المختلفة كما قد يتحول دور المعلم من
ملقن ومحاضر إلى مصمم تعليمى.
تكنولوجيا التربية:
إن تكنولوجيا التربية أعم
وأشمل من تكنولوجيا التعليم فالثانية جزء من الأولى بل هى الجانب الإجرائى منها.
لذلك تعرف تكنولوجيا التربية بأنها:
-طريقة منهجية فى التفكير والممارسة، تعد العملية التربوية نظاما متكاملا
تحاول من خلاله تحديد المشكلات التى تتصل بجميع نواحى التعلم الإنسانى وتحليلها ثم
إيجاد الحلول المناسبة لها لتحقيق أهداف تربوية محددة والعمل على التخطيط لهذه
الحلول وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة جميع العمليات المتصلة بذلك أما تكنولوجيا
التعليم نظام فرعى منها وبعد واحد من أبعادها(محمد ابوحيلة:2002: 18).
-هى إدارة وتطوير للصادر التعلم وفق منحى النظم وعمليات الإتصال فى نقل
المعرفة.
ويمكن تعريفها من خلال أسلوب تحليل النظم والمنظومات التعليمية
ومكوناته الخمس هى المدخلات
والمخرجات والتفذية الراجعة والعمليات والمجال أو البيئة الذى يتم فيه التعليم
والتعلم(احمد حامد منصور:2001: 229).
وبصفة عامة فإن مصطلح تكنولوجيا التربية يتحدد بثلاثة أبعاد هى(محمد ابوحيلة:2001: 32):
1- بناء نظرى من الأفكار والمبادئ
2- مجال عمل يتم من خلاله تطبيق الأفكار والمبادئ النظرية
3- مهنة يؤديها مجموعة منالممارسين يقومون من خلالها بتنفيذ عدد من الوظائف والأدوار والمهمام التى تحقق
أهداف عملية التربية.
وتمثل تكنولوجيا التعليم البعد الثانى من تلك المنظومة الثلاثية الأبعاد لتكنولوجيا التربية وهذا
يعنى أن تكنولوجيا التعليم ما هى إلا بعد
أو جانب إجرائى ومجال عمل يتم من خلاله تطبيق الأفكار والمبادئ التى تقوم عليها
تكنولوجيا التربية ومن ثم فإن ممكن الاختلاف بين المصطلحين هو درجة العمومية أو
التخصيص.
وإذا كانت تكنولوجيا التربية
هى المعينة بصناعة الإنسان الواعى المتفاعل المؤثر فى مجتمعه فإن تكنولوجيا
التعليم هى العينة بتحسين وتطوير عملية التعليم والتعلم التى يتلقاها هذا الإنسان
فى المؤسسات التعليمية المختلفة.
وتتفق تكنولوجيا التربية مع تكنولوجيا التعليم فى أن كليتهما تقوم على(محمد ابوحيلة:2002: 19):
1- أساس نظرى:
بمعنى أنهما يوجهان من خلال
نظرية
2- مدخل النظم:
بمعنى أنها يسيران وفقا لنظم
عملية محددة بعيدا عن العشوائية والأرتجالية.
3- عناصر واحدة:
بمعنى أنهما يتكونان من
ثلاثة عناصر هى العنصر البشرى والأجهزة والأدوات والمواد بحيث تتفاعل تلك العناصر
فيابينهما لتعمل فى منظومة واحدة متكاملة.
4- تحقيق الأهداف وحل المشكلات:
بمعنى أنهما تسعيان لتحقيق
أهداف وغايات تربوية أو تعليمية محددة والعمل على حل المشكلات التربوية والتعليمية
التى قد تعوق تحقيق تلك الأهداف.
4- التكنولوجيا فى التعليم:
يستخدم الكثيرون مصطلح التكنولوجيا
فى التعليم كمرادف لمصطلح تكنولوجيا التعليم وهم فى ذلك لا يرون فارقا بين
المصطلحين ولكن يشير مصطلح التكنولوجيا فى التعليم إلى استخدام التطبيقيات
التكنولوجية والاستفادة منها فى إدارة وتنظيم العملية التعليمية وتنفيذها بأية
مؤسسة تعليمية(محمد ابوحيلة:2001: 33).
فاستخدام الحاسوب لعمل قاعدة
بيانات عن الطلبة والعاملين بالمؤسسة التعليمية أو لتنظيم الجداول ورصد العلامات
الخاصة بالامتحانات لتلك المؤسسة أو حصر الأجهزة والمواد التعليمية وغير ذلك يطلق
عليه التكنولوجيا فى التعليم.
لذلك فالتكنولوجيا فى التعليم
هى استخدام مستحدثات التقنية المعاصرة وتطبيقاتها فى المؤسسات التعليمية للإفادة
منها وفى التعليم بجميع جوانبه وبهذا يتضح الفارق بين تكنولوجيا التعليم
والتكنولوجيا فى التعليم(محمد ابوحيلة:2002: 20).
التكنولوجيا فى التربية:
يرى البعض أن تكنولوجيا
التربية مرادفة للتكنولوجيا فى التربية ولكن الفارق بينها هو نفسه الفارق بين
تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا فى التعليم وعلى هذا يمكن تعريف التكنولوجيا فى
التربية بأنها استخدام تطبيقات التقنية المعاصرة فى إدارة العمل بجميع المؤسسات
ذات الطابع التربوى لخدمة غايات تربوية محددة(محمد ابوحيلة:2001: 34).
الوسائل التعليمية:
تعتمد العملية التعليمية
بوجه عام على مجموعة من العناصر ذات علاقة عضوية متماسكة وتفاعلات مستمرة لا يمكن
فصلها عن بعضها البعض نظرا لما يودد بينها من تكامل مستمر فى أثناء العملية
التعليمية ويمكن القول بأن الوسائل التعليمية تمثل أحد العناصر وكذلك تعد ركنا
أساسيا فى العملية التعليمية ومرجع ذلك هو أن السوائل التعليمية هى القناة التى
تمر من خلالها الرسالة بين المرسل والمستقبل فهى باختصار قنوات للإتصال ونقل
المعرفة.
فالوسائل التعليمية هى:
الأدوات والطرق المختلفة
التى تستخدم فى المواقف التعليمية والتى لا تعتمد كلية على فهم الكلمات والرموز
والأرقام(احمد كاظم,جابر عبد الحميد:1982: 28).
هى ما تندرج تحت مختلف الوسائط التى يستخدمها المعلم فى
الموقف التعليمى بطرق إيصال المعارف والحقائق والأفكار والمعانى للدراسين مجموعة
الأدوات والمواد التى لا تعتمد على استخدام الألفاظ وحدها وإنما تعتمد على استخدام
الجبرات الحسية المباشرة وغير المباشرة حتى تستخدم الطالب حواسه المختلفة من بصر
وسمع ولمس وشم وتذوق(عبد المجيد منصور:1982: 38).
وقد تعددت مسميات الوسائل التعليمية والتى منها وسائل إيضاح وسائل بصرية
وسائل سمعية – وسائل معينة وأحد تسمية لها هى تكنولوجيا التعليم.
مسميات الوسائل التعليمية:
مر مصطلح الوسائل التعليمية بعدة مراحل
تطويرية ومسميات مختلفة إختلفت باختلاف الدور الذى تؤديه الوسائل التعليمية فى
العملية التعليمية وباختلاف الحواس المستخدمة فى إدراكها حيث تختلف مسميات الوسائل
التعليمية من مستعمل لأخر ، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح ، لأنها تهدف إلى توضيح
المعلومات ، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل السمعية والبصرية ، لن بعضها يعتمد على
السماع كالمذياع ، والتسجيلات الصوتية ، والمحاضرات . . . الخ ، وبعضها يعتمد على
حاسة البصر كالأفلام الصامتة ، والصور الفوتوغرافية وغيرها ، وبعضها يستمل
الحاستين كالأفلام الناطقة ، والتلفاز .غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها
المختلفة لا تغني عن المدرس ، أو تحل محله ، فهي عبارة عن وسيلة معينة للمدرس
تساعده على أداء مهمته التعليمية ، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه ، فلا بد له
من اختيارها بعناية فائقة ، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب ، والعمل على وصل
الخبرات التي يقدمها المعلم نفسه ، والتي تعالجها الوسيلة المختارة ، وبذلك تغدو
رسالته أكثر فاعلية ، وأعمق تأثيرا (عبد الله دوشى: (WWW.4esh.com.
ومن أهم هذه
المراحل ما يأتى:
المرحلة الأولى: التسمية على أساس الحواس التى تخاطبها:
فى هذه المرحلة إعتمدت
تسميات الوسائل التعليمية على الحواس التى تخاطبها هذه الوسائل:
وسائل بصرية: طل ما يستخدمه المعلم من أدوات ومواد تعليمية تخاطب حاسة البصر فى المتعلم
وتسمى بالتعليم البصرى وهو معتمد على حاسة البصر.
وسائل سمعية: الأدوات والمواد التعليمية التى يستخدمها المعلم مخاطبا
بها حاسة السمع لدى الطلبة وتسمى بالتعليم السمعى(ادريس عبد الله:ww.uluminsania.net).
وهاتان التسميتان قاصرتان حيث كل منهما ركزت على حاسة واحدة فقط وأهملت
بقية الحواس.
وسائل سمعية بصرية: الأدوات والأجهزة والمواد التى تكسب المعلم خبرات تعليمية عن طريق حساستى السمع والبصر.
ثم ظهرت تسمية أخرى أكثر
شمولا ولا تركز على حاسة واحدة ولكن جميع الحواس مثل الوسائل الحاسية والوسائل
الإدراكية (محمد ابوحيلة:2001: 70).
المرحلة الثانية: التسمية على اساس دورها فى التدريس:
عدت
الوسائل التعليمية فى هذه المرحلة على أنها معينات التدريس أو للتعليم فسميت
بوسائل الإيضاح أو المعينات السمعية البصرية ونظراً لأن المعلمين قد إستعانوا بها
فى تدريسهم ولكن بدرجات متفاوته كل حسب مفهومه لهذه المعينات وأهميتها له وبعضهم
لم يستخدمها واعتمد على الطريقة التى تعلم بها ونشأ عليها لاعتقاده أنها الأفضل(ناجى
احمد اسكندر: (www.alfaseeh.com.
وقد يعاب على هذه التسميات أنها
تقصر وظائف هذه الوسائل على حدود ضيقة للغاية وتعتبرها كمالية أو ثانوية فى عملية
التدريس يمكن الاستعانه أو الاستغناء عنها كما إرتبطت بالمدرس لتوضيح ما يصعب شرحه
ولم تحط أهمية للمتعلم(محمد ابوحيلة:2002: 28).
المرحلة الثالثة: التسمية على اساس دورها فى الإتصال:
وفى هذه المرحلة إهتم بالوسائل التعليمية على أنها وسائل
لتحقيق الإتصال وفيها بدأ الاهتمام بجوهر العملية التعليمية وهو تحقيق التفاهم بين
عناصر الاتصال والتى تتضمن المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة والسيئة التى يتم
فيها الإتصال(احمد خيرى كاظم:1970:).
إعتمادا على نظرية الاتصال
ثم تعريف الوسيلة على أنها القناة أو القنوات التى يتم بها نقل الأهداف التعليمية
من المرسل إلى المستقبل ولذلك فإن هذه القنوات متعددة ويتوقف باختيارها على عوامل
كثيرة منها:
"الأهداف التعليمية
وطبيعتها، والأهداف السلوكية التى يحددها المعلم، خصائص الدراسية من حيث العمر الزمنى والعقلى لهم و الفروق الفردية بينهم والإمكانات المتاحة كما يتوقف على الظروف البيئية التى يتم فيها الإتصال(محمد ابوحيلة:2001: 71).
وفى هذه المرحلة اصبحت الوسائل التعليمية جزءا منهما لهذه العملية ولكن يعاب على هذه التسمية أن الوسائل التعليمية تصير فى دائرة ضيقة باعتبارها قناة إتصال فقط لحمل الرسالة من المرسل إلى المستقبل.
المرحلة الرابعة: التسمية على أساس إرتباطها بعمليتى التعلم والتعليم
فى هذه المرحلة إنتقلت
مسميات الوسائل التعليمية من إطار علاقتها الضيقة بالحواس والتدريس إلى علاقات
الأكثر إتساعا بعملية التعليم والتعلم:
الوسائل التعليمية:
وهذه التسمية تربط الوسائل
بعملية التعليم بشتى صور وأشكاله وتعرف الوسائل التعليمية هنا بأنها الأجهزة
والأدوات والمواد التعليمية التى يستخدمها المعلم داخل غرفة الصف لتعبير له نقل
الخبرات العليمية التى يستخدمها المعلم إلى المتعلم بسهولة ووضوح".
وهو تعريف محدود ضيق لأنه
قصر الوسائل التعليمية على الأجهزة والأدوات والمواد فقط وكذلك على ما يستخدمه
المعلم داخل غرفة الصف.
فكان لابد من تعريف آخر أكثر
شمولا وإتساعا من هذا التعريف فكان تعريفها بأنها كل ما يستخدمه المعلم من أجهزة
ومواد وأدوات داخل غرفة الصف أو خارجها لنقل خبرات تعليمية محددة إلى المتعلم
بسهولة ويسر ووضوح مع الاقتصاد فى الوقت والجهد المبذول(محمد ابوحيلة:2002: 29).
الوسائل التعلمية:
وترتبط هذه التسمية بعملية
التعلم والتى لا تشترط أن تتم من خلال عملية تعليم أو تدريس مقصود بل يمكن أن تتم
بطريقة ذاتية حيث يمكن للمتعلم تعلم العديد من الخبرات بنفسه دون الاستعانة أو
الاعتماد على المعلم.
وعلى ذلك فالفرق بينهما ليس
فارقا فى التعريف لكنه فرق فيمن يستخدم تلك الوسائل فإن استخدمها المعلم لنقل
محتوى معين للمتعلم كانت الوسائل تعليمية وإن استخدمها المتعلم لاكتساب خبرات
جديدة بنفسه كانت وسائل تعليمية(محمد ابوحيلة:2001: 73).
الوسائل التعليمية التعلمية:
نظرا لأن الوسيلة الواحدة
يمكن أن يستخدمها المعلم والمتعلم معا حيث ترتبط عملية التعليم بالتعلم أى يمكن أن
تكون الوسيلة تعليمية وتعلميه فى الموقف الواحد فكان لابد من الدمج بينهما فى
مصطلح واحد.
ويمكن تعريف الوسائل
التعليمية التعلمية بأنها مجموعة متكاملة من المواد والأدوات والأجهزة التعليمية
التى يستخدمها المعلم أو المتعلم لنقل محتوى معرفى أو الوصول غليه داخل غرفة الصف
أو خارجها بغرض تحسين عمليتى التعليم والتعلم.
كما تعرف بأنها كل ما
يستخدمه المعلم أو المتعلم من أجهزة وأدوات ومواد تعليمية وغيرها داخل غرفة الدرس
وخارجها لنقل خبرات محددة أو الوصول إليها بشكل يزيد من فاعلية وتحسين عمليتى
التعليم والتعلم(محمد ابوحيلة:2002: 31).
المرحلة الخامسة: التسمية على أساس منحى النظم:
وفى هذه المرحلة بدأ النظر
إلى الوسائل التعليمية فى ظل منحى النظم أى انها جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة
وهى العملية التعليمية حيث بدأ الاهتمام ليس بالمواد التعليمية أو الأجهزة فقط
ولكن بالإستراتيجية الموضوعة من قبل مصمم هذه المنظومة وذلك لبيان كيفية استخدام
هذه الوسائل لتحقيق الأهداف السلوكية المحددة من قبل آخذ فى الاعتبار معايير
اختيار الوسائل وكيفية استخدامها ومدى توفر الإمكانات المادية والبشرية المتاحة فى
البيئة التى تستخدم فيها وأيضا الأهداف المراد تحقيقها(محمد ابوحيلة:2001:
75).
وفى خلال هذا الأسلوب أخل
علم تكنولوجيا المتعلم وتكنولوجيا التربية والذى تجاوز مفهوم الوسائل التعليمية بل
واهتم بالعملية التعليمية ككل منذ بدايتها فى تحديد الأهداف التعليمية حتى التقويم
والاستفادة من التغذية الراجعة ونتج عن ذلك مسميات أخرى من بينها الوسائل
التكنولوجية المبرمجة للتعليم، والتكنولوجيا التعليمية (تكنولوجيا التعليم) وأخرى
نظام الوسائل المتعددة والتسمية الأخيرة أعم وأشمل حيث تستخدم الوسائل التعليمية
كمنظومة فرعية ضمن المنظومة الكلية وهى العملية التعليمية التعلمية وبالتالى تكون
أساسية فى العملية التعليمية وليست مساعدة للمدرس يستخدمها أولا يستخدمها(احمد
منصور:1983:).
المــراجــع
1. ادريس عبد الله: تكنولوجيا التربية والقابليةالابتكارية، مجلة علوم انسانية العدد 15،السنة
الثانية نوفمبر 2004 www.uluminsania.net
2. أحمد إبراهيم قنديل: التدريس بالتكنولوجيا الحديثة، طـ، عالم الكتب، 2006.
3. أحمد حامد منصور: أساسيات تكنولوجيا التربية، سلسلة تكنولوجيا التعليم،13، 2001.
4. أحمدحامد منصور: "الكتاب الدوري في التقنيات التربوية"، المركز العربي للتقنيات التربوية – المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم ،1983).
5. أحمد خيري كاظم وآخرون:الوسائل التعليمية والمنهج" ، دار النهضة العربية،1970 .
6. جابر عبد الحميد، أحمد خيرى كاظم: الوسائل التعليمية والمنهج، دار النهضة، 1982.
7. عبد المجيد سيد منصور: سيكولوجية الوسائل التعليمية، دار المعارف، 1982.
8. عبد الله عبد الرحمنالكندرى:تكنولوجياالتعليم وتفعيل العملية التربوية دراسات عربية، مركز الكتاب للنشر، د.ت.
9. علي عبدالله دوشي:الوسائلالتعليمية مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها.
http://www.almadina-almunawarah.com
محمد محمود الحيلة: التكنولوجيا التعليمية والمعلوماتية، دار الكتابالجامعى، ط1،2001.
11. محمد محمود الحيلة: تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية والتعلمية، دار المسيرةللنشر والتوزيع، والطباعة، ط2، 2002.
12. مجدى عزيز إبراهيم: موسوعة المناهج التربوية، مكتبة الأنجلو المصرية، د.ت.
13. مصطفى عبد السميع محمد:تكنولوجياالتعليم، دراسات عربية، مركز الكتاب للنشر، د.ت.
14. مصطفى عبد السميع محمد وآخرون: استخدام التكنولوجيا فى التربية الخاصة، مركز الكتابللنشر، د.ت.
15. ناجى احمداسكندر:ماذاتعرف عن الوسائل التعليمية
www.alfaseeh.com
16. نرجس عبد القادر حمدى:تكنولوجيا التعليم والتدريس الجامعى، دراسات عربية،
مركز الكتاب للنشر، د.ت.
يرتبط بتكنولوجيا التعليم
والوسائل التعليمية عدد من المفاهيم غالبا ما يحدث الخلط بينها وفيما يلى توضيح
لها.
مفهوم التكنولوجيا:
إقتصر فهم العديد من الأفراد
سابقا لمفهوم التكنولوجيا على أنه مجرد استخدام بعض الأدوات والاجهزة فى عملية
التعليم والتعلم.
فكلمة تكنولوجيا اشتقت من
الكلمة اليونانية Techne وتعنى مهارة أو حرفة وكلمة logoy
تعنى علما أو فنا.وبذلك فإن كلمة تكنولوجيا تعنى علم المهارات أو الفنون أو فن
الصنعة أى دراسة المهارات بشكل منطقى لتأدية وظيفة محددة.
والتكنولوجيا كما عرفها جلبرث: هى التطبيق النظامى للمعرفة العلمية من أجل أغراض عملية
أمادونالدبل: فقد عرفها بأنها التنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية
ذات كفاءة عالية وتوحيد القوى الكامنة فى البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها فى
الربح المادى وعرفها حيتافون: على أن الحاسب لا يعد تقنية وإنما هو جزء من
التقنية المتقدمة لعدة جهازا يقوم بعمليات دقيقة حتى ينجز الأعمال بشكل فعال(مجدى
عزيز:2002: 430).
وفى ضوء ما تقدم يمكن الإستنتاج بأن التكنولوجيا:
طريقة نظامية تسير وفق
المعارف المنظمة وتستخدم جميع الإمكانات المتاحة مادية كانت أم غير مادية بأسلوب
فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه إلى درجة عالية من الاتقان أو الكفاية أى أنها تقوم
على أساس توفر مقومات ثلاث هى:
1- بناء معرفى منظم مستمد من البحوث والنظريات
2- عناصر بشرية وغير بشرية
3- تطبيق المعرفة بطريقة
منهجية منظمة فى معالجة العناصر وترابطها معا وما يحدث بينها من علاقات وتفاعلات(مصطفى عبد السميع وآخرون:2004: 6)
وبذلك فإن للتكنولوجيا ثلاث معان:
1- التكنولوجيا كعمليات:
وتعنى التطبيق النظامى
للمعرفة العلمية او أى معرفة منظمة لأجل مهمات أو أغراض عملية.
2- التكنولوجيا كنواتج:
وتعنى الأدوات والأجهزة
والمواد الناتجة من تطبيق المعرفة العلمية.
3- التكنولوجيا كعملية ونواتج معا:
وتستعمل بهذا المعنى عندما
يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا مثل تقنيات الحاسوب. (محمد ابوحيلة:2002:
16).
تكنولوجيا التعليم:
على ضوء التعريفات السابقة
المصطلح التكنولوجيا بمعناه العام يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها "تطبيق
نظمى لمبادئ ونظريات التعلم عمليا فى الواقع الفعلى لميدان التعليم بمعنى أنها
"تفاعل منظم بين كل من العنصر البشرى المشارك فى عملية التعليم والأجهزة
والآلات والأدوات التعليمية والمواد التعليمية بهدف تحقيق الأهداف التعليمية او حل
مشكلات التعليم"(محمد ابوحيلة:2002: 17).
معنى هذا أن تكنولوجيا التعليم
تستند إلى أساس نظرى أى يتم توجيهها من خلال نظرية كما أنها تسير وفقا لنظام محدد
وأن عناصرها تتفاعل مع منظومة واحدة لكى تحقق فى النهاية أهداف العملية التعليمية(زاهر
احمد:1997: 23).
كما يقصد بمصطلح تكنولوجيا التعليم:
جميع الوسائل أو الوسائط
التى تستخدم أو يستعان بها فى العملية التربوية سواء كانت هذه الوسائل بسيطة أو
معقدة يدوية أو آلية فردية أو جماعية(مجدى عزيز:2002: 437).
كما يعرفها جتترى بأنها:
المعرفة الناتجة عن تطبيق
علم التعليم والتعلم فى العالم الواقعى لقاعة الدرس إضافة إلى الأدوات والمنهجيات
التى يتم تطويرها للمساعدة فى هذه التطبيقات.
أما روبرت ماجينيه:
فقد وضع تعريفا لتكنولوجيا
التعليم أكثر شمولا حيث إهتم بالشروط الواجب توافرها فى تكنولوجيا التعليم حتى
تؤتى ثمارها: إن تكنولوجيا التعليم تهتم بدراسة وتهيئة الشروط من أجل تحقيق تعلم
أفضل، بعض هذه الشروط تتمثل فى: قدرات ومؤهلات المتعلم الفرد لما فى ذلك القدرات
السمعية والبصرية وقدرات الاستيعاب المرتبطة بمهارات التحدث والكتابة.....وتوجد
شروط أخرى تفض المساحة الأكبر حيث ترتبط بالوسائل الخاصة وينمط عرض المعلومات
للمتعلم وتوقيعها وتسلسلها وتنظيمها(عبد الله الكندرى:د.ت:11).
يمكن تعريفها بأنها التطبيق
الشامل والنظامى للإستراتيجية والأساليب المشتقة من مفاهيم العلم السلوكى والمادى
ومفاهيم أخرى فى حل المشكلات التعليمية.
تخلص من هذه التعريفات
إجمالا أن تكنولوجيا
التعليم جاءت كما قرارات لتقدم العلم وتطبيقاته فى المجالات الحياتية المختلفة حيث
ظهرت فى شكل أدوات أو معينات يمكنها مساعدة التعليم على تحقيق أهدافه وحل العديد
من مشكلات التعلم ومن ثم فهى فى أوسع معانيها تعنى:
"تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف
جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة تعمل جميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية
لتحقيق أهداف التعليم.
وبذلك يشمل المفهوم السابق أبعاد ثلاثة هى(نرجس عبد القادر:د.ت:41):
1- العمليات الإجرائية:
مجموعة الخطوات الإجرائية
التى تقوم وفق نظام مبنى على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط
والإعداد والتطوير والتنفيذ والتقويم لمختلف جوانب عليه التعلم والتعليم.
2- الوسائل التقنية: بجانبها الاجهزة والبرمجيات.
أما الأجهزة: مجموعة الآلات التى تستخدم فى علميتى التعليم والتعلم مثل أجهزة عرض
الشفافيات والشرائح.
فى حين تعنى البرمجيات: مجموعة البرامج التى يتم من خلالها تحويل المادة التعليمية من شكلها
التقليدى المعروف فى الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج وتتم عمليات البرمجة وفق
قواعد وأصول تراعى من خلالها مبادئ مدروسة فى التعليم والتطوير والإنتاج والتقويم
ويمكن عرضها من خلال الأجهزة السابقة.
3- العناصر البشرية:
بشكل كل من المعلم والمتعلم
طرفين أساسيين فى العملية التعليمية وفى تكنولوجيا التعلم ينظر إليهما من خلال
نظريات الإتصال والتى ركزت على أنه يمكن أن يكون مصدر الإتصال بصريا وغير بصريا
فربما يكون المعلم أو
الحاسوب وغير ذلك من الأجهزة التقنية المختلفة كما قد يتحول دور المعلم من
ملقن ومحاضر إلى مصمم تعليمى.
تكنولوجيا التربية:
إن تكنولوجيا التربية أعم
وأشمل من تكنولوجيا التعليم فالثانية جزء من الأولى بل هى الجانب الإجرائى منها.
لذلك تعرف تكنولوجيا التربية بأنها:
-طريقة منهجية فى التفكير والممارسة، تعد العملية التربوية نظاما متكاملا
تحاول من خلاله تحديد المشكلات التى تتصل بجميع نواحى التعلم الإنسانى وتحليلها ثم
إيجاد الحلول المناسبة لها لتحقيق أهداف تربوية محددة والعمل على التخطيط لهذه
الحلول وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة جميع العمليات المتصلة بذلك أما تكنولوجيا
التعليم نظام فرعى منها وبعد واحد من أبعادها(محمد ابوحيلة:2002: 18).
-هى إدارة وتطوير للصادر التعلم وفق منحى النظم وعمليات الإتصال فى نقل
المعرفة.
ويمكن تعريفها من خلال أسلوب تحليل النظم والمنظومات التعليمية
ومكوناته الخمس هى المدخلات
والمخرجات والتفذية الراجعة والعمليات والمجال أو البيئة الذى يتم فيه التعليم
والتعلم(احمد حامد منصور:2001: 229).
وبصفة عامة فإن مصطلح تكنولوجيا التربية يتحدد بثلاثة أبعاد هى(محمد ابوحيلة:2001: 32):
1- بناء نظرى من الأفكار والمبادئ
2- مجال عمل يتم من خلاله تطبيق الأفكار والمبادئ النظرية
3- مهنة يؤديها مجموعة منالممارسين يقومون من خلالها بتنفيذ عدد من الوظائف والأدوار والمهمام التى تحقق
أهداف عملية التربية.
وتمثل تكنولوجيا التعليم البعد الثانى من تلك المنظومة الثلاثية الأبعاد لتكنولوجيا التربية وهذا
يعنى أن تكنولوجيا التعليم ما هى إلا بعد
أو جانب إجرائى ومجال عمل يتم من خلاله تطبيق الأفكار والمبادئ التى تقوم عليها
تكنولوجيا التربية ومن ثم فإن ممكن الاختلاف بين المصطلحين هو درجة العمومية أو
التخصيص.
وإذا كانت تكنولوجيا التربية
هى المعينة بصناعة الإنسان الواعى المتفاعل المؤثر فى مجتمعه فإن تكنولوجيا
التعليم هى العينة بتحسين وتطوير عملية التعليم والتعلم التى يتلقاها هذا الإنسان
فى المؤسسات التعليمية المختلفة.
وتتفق تكنولوجيا التربية مع تكنولوجيا التعليم فى أن كليتهما تقوم على(محمد ابوحيلة:2002: 19):
1- أساس نظرى:
بمعنى أنهما يوجهان من خلال
نظرية
2- مدخل النظم:
بمعنى أنها يسيران وفقا لنظم
عملية محددة بعيدا عن العشوائية والأرتجالية.
3- عناصر واحدة:
بمعنى أنهما يتكونان من
ثلاثة عناصر هى العنصر البشرى والأجهزة والأدوات والمواد بحيث تتفاعل تلك العناصر
فيابينهما لتعمل فى منظومة واحدة متكاملة.
4- تحقيق الأهداف وحل المشكلات:
بمعنى أنهما تسعيان لتحقيق
أهداف وغايات تربوية أو تعليمية محددة والعمل على حل المشكلات التربوية والتعليمية
التى قد تعوق تحقيق تلك الأهداف.
4- التكنولوجيا فى التعليم:
يستخدم الكثيرون مصطلح التكنولوجيا
فى التعليم كمرادف لمصطلح تكنولوجيا التعليم وهم فى ذلك لا يرون فارقا بين
المصطلحين ولكن يشير مصطلح التكنولوجيا فى التعليم إلى استخدام التطبيقيات
التكنولوجية والاستفادة منها فى إدارة وتنظيم العملية التعليمية وتنفيذها بأية
مؤسسة تعليمية(محمد ابوحيلة:2001: 33).
فاستخدام الحاسوب لعمل قاعدة
بيانات عن الطلبة والعاملين بالمؤسسة التعليمية أو لتنظيم الجداول ورصد العلامات
الخاصة بالامتحانات لتلك المؤسسة أو حصر الأجهزة والمواد التعليمية وغير ذلك يطلق
عليه التكنولوجيا فى التعليم.
لذلك فالتكنولوجيا فى التعليم
هى استخدام مستحدثات التقنية المعاصرة وتطبيقاتها فى المؤسسات التعليمية للإفادة
منها وفى التعليم بجميع جوانبه وبهذا يتضح الفارق بين تكنولوجيا التعليم
والتكنولوجيا فى التعليم(محمد ابوحيلة:2002: 20).
التكنولوجيا فى التربية:
يرى البعض أن تكنولوجيا
التربية مرادفة للتكنولوجيا فى التربية ولكن الفارق بينها هو نفسه الفارق بين
تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا فى التعليم وعلى هذا يمكن تعريف التكنولوجيا فى
التربية بأنها استخدام تطبيقات التقنية المعاصرة فى إدارة العمل بجميع المؤسسات
ذات الطابع التربوى لخدمة غايات تربوية محددة(محمد ابوحيلة:2001: 34).
الوسائل التعليمية:
تعتمد العملية التعليمية
بوجه عام على مجموعة من العناصر ذات علاقة عضوية متماسكة وتفاعلات مستمرة لا يمكن
فصلها عن بعضها البعض نظرا لما يودد بينها من تكامل مستمر فى أثناء العملية
التعليمية ويمكن القول بأن الوسائل التعليمية تمثل أحد العناصر وكذلك تعد ركنا
أساسيا فى العملية التعليمية ومرجع ذلك هو أن السوائل التعليمية هى القناة التى
تمر من خلالها الرسالة بين المرسل والمستقبل فهى باختصار قنوات للإتصال ونقل
المعرفة.
فالوسائل التعليمية هى:
الأدوات والطرق المختلفة
التى تستخدم فى المواقف التعليمية والتى لا تعتمد كلية على فهم الكلمات والرموز
والأرقام(احمد كاظم,جابر عبد الحميد:1982: 28).
هى ما تندرج تحت مختلف الوسائط التى يستخدمها المعلم فى
الموقف التعليمى بطرق إيصال المعارف والحقائق والأفكار والمعانى للدراسين مجموعة
الأدوات والمواد التى لا تعتمد على استخدام الألفاظ وحدها وإنما تعتمد على استخدام
الجبرات الحسية المباشرة وغير المباشرة حتى تستخدم الطالب حواسه المختلفة من بصر
وسمع ولمس وشم وتذوق(عبد المجيد منصور:1982: 38).
وقد تعددت مسميات الوسائل التعليمية والتى منها وسائل إيضاح وسائل بصرية
وسائل سمعية – وسائل معينة وأحد تسمية لها هى تكنولوجيا التعليم.
مسميات الوسائل التعليمية:
مر مصطلح الوسائل التعليمية بعدة مراحل
تطويرية ومسميات مختلفة إختلفت باختلاف الدور الذى تؤديه الوسائل التعليمية فى
العملية التعليمية وباختلاف الحواس المستخدمة فى إدراكها حيث تختلف مسميات الوسائل
التعليمية من مستعمل لأخر ، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح ، لأنها تهدف إلى توضيح
المعلومات ، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل السمعية والبصرية ، لن بعضها يعتمد على
السماع كالمذياع ، والتسجيلات الصوتية ، والمحاضرات . . . الخ ، وبعضها يعتمد على
حاسة البصر كالأفلام الصامتة ، والصور الفوتوغرافية وغيرها ، وبعضها يستمل
الحاستين كالأفلام الناطقة ، والتلفاز .غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها
المختلفة لا تغني عن المدرس ، أو تحل محله ، فهي عبارة عن وسيلة معينة للمدرس
تساعده على أداء مهمته التعليمية ، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه ، فلا بد له
من اختيارها بعناية فائقة ، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب ، والعمل على وصل
الخبرات التي يقدمها المعلم نفسه ، والتي تعالجها الوسيلة المختارة ، وبذلك تغدو
رسالته أكثر فاعلية ، وأعمق تأثيرا (عبد الله دوشى: (WWW.4esh.com.
ومن أهم هذه
المراحل ما يأتى:
المرحلة الأولى: التسمية على أساس الحواس التى تخاطبها:
فى هذه المرحلة إعتمدت
تسميات الوسائل التعليمية على الحواس التى تخاطبها هذه الوسائل:
وسائل بصرية: طل ما يستخدمه المعلم من أدوات ومواد تعليمية تخاطب حاسة البصر فى المتعلم
وتسمى بالتعليم البصرى وهو معتمد على حاسة البصر.
وسائل سمعية: الأدوات والمواد التعليمية التى يستخدمها المعلم مخاطبا
بها حاسة السمع لدى الطلبة وتسمى بالتعليم السمعى(ادريس عبد الله:ww.uluminsania.net).
وهاتان التسميتان قاصرتان حيث كل منهما ركزت على حاسة واحدة فقط وأهملت
بقية الحواس.
وسائل سمعية بصرية: الأدوات والأجهزة والمواد التى تكسب المعلم خبرات تعليمية عن طريق حساستى السمع والبصر.
ثم ظهرت تسمية أخرى أكثر
شمولا ولا تركز على حاسة واحدة ولكن جميع الحواس مثل الوسائل الحاسية والوسائل
الإدراكية (محمد ابوحيلة:2001: 70).
المرحلة الثانية: التسمية على اساس دورها فى التدريس:
عدت
الوسائل التعليمية فى هذه المرحلة على أنها معينات التدريس أو للتعليم فسميت
بوسائل الإيضاح أو المعينات السمعية البصرية ونظراً لأن المعلمين قد إستعانوا بها
فى تدريسهم ولكن بدرجات متفاوته كل حسب مفهومه لهذه المعينات وأهميتها له وبعضهم
لم يستخدمها واعتمد على الطريقة التى تعلم بها ونشأ عليها لاعتقاده أنها الأفضل(ناجى
احمد اسكندر: (www.alfaseeh.com.
وقد يعاب على هذه التسميات أنها
تقصر وظائف هذه الوسائل على حدود ضيقة للغاية وتعتبرها كمالية أو ثانوية فى عملية
التدريس يمكن الاستعانه أو الاستغناء عنها كما إرتبطت بالمدرس لتوضيح ما يصعب شرحه
ولم تحط أهمية للمتعلم(محمد ابوحيلة:2002: 28).
المرحلة الثالثة: التسمية على اساس دورها فى الإتصال:
وفى هذه المرحلة إهتم بالوسائل التعليمية على أنها وسائل
لتحقيق الإتصال وفيها بدأ الاهتمام بجوهر العملية التعليمية وهو تحقيق التفاهم بين
عناصر الاتصال والتى تتضمن المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة والسيئة التى يتم
فيها الإتصال(احمد خيرى كاظم:1970:).
إعتمادا على نظرية الاتصال
ثم تعريف الوسيلة على أنها القناة أو القنوات التى يتم بها نقل الأهداف التعليمية
من المرسل إلى المستقبل ولذلك فإن هذه القنوات متعددة ويتوقف باختيارها على عوامل
كثيرة منها:
"الأهداف التعليمية
وطبيعتها، والأهداف السلوكية التى يحددها المعلم، خصائص الدراسية من حيث العمر الزمنى والعقلى لهم و الفروق الفردية بينهم والإمكانات المتاحة كما يتوقف على الظروف البيئية التى يتم فيها الإتصال(محمد ابوحيلة:2001: 71).
وفى هذه المرحلة اصبحت الوسائل التعليمية جزءا منهما لهذه العملية ولكن يعاب على هذه التسمية أن الوسائل التعليمية تصير فى دائرة ضيقة باعتبارها قناة إتصال فقط لحمل الرسالة من المرسل إلى المستقبل.
المرحلة الرابعة: التسمية على أساس إرتباطها بعمليتى التعلم والتعليم
فى هذه المرحلة إنتقلت
مسميات الوسائل التعليمية من إطار علاقتها الضيقة بالحواس والتدريس إلى علاقات
الأكثر إتساعا بعملية التعليم والتعلم:
الوسائل التعليمية:
وهذه التسمية تربط الوسائل
بعملية التعليم بشتى صور وأشكاله وتعرف الوسائل التعليمية هنا بأنها الأجهزة
والأدوات والمواد التعليمية التى يستخدمها المعلم داخل غرفة الصف لتعبير له نقل
الخبرات العليمية التى يستخدمها المعلم إلى المتعلم بسهولة ووضوح".
وهو تعريف محدود ضيق لأنه
قصر الوسائل التعليمية على الأجهزة والأدوات والمواد فقط وكذلك على ما يستخدمه
المعلم داخل غرفة الصف.
فكان لابد من تعريف آخر أكثر
شمولا وإتساعا من هذا التعريف فكان تعريفها بأنها كل ما يستخدمه المعلم من أجهزة
ومواد وأدوات داخل غرفة الصف أو خارجها لنقل خبرات تعليمية محددة إلى المتعلم
بسهولة ويسر ووضوح مع الاقتصاد فى الوقت والجهد المبذول(محمد ابوحيلة:2002: 29).
الوسائل التعلمية:
وترتبط هذه التسمية بعملية
التعلم والتى لا تشترط أن تتم من خلال عملية تعليم أو تدريس مقصود بل يمكن أن تتم
بطريقة ذاتية حيث يمكن للمتعلم تعلم العديد من الخبرات بنفسه دون الاستعانة أو
الاعتماد على المعلم.
وعلى ذلك فالفرق بينهما ليس
فارقا فى التعريف لكنه فرق فيمن يستخدم تلك الوسائل فإن استخدمها المعلم لنقل
محتوى معين للمتعلم كانت الوسائل تعليمية وإن استخدمها المتعلم لاكتساب خبرات
جديدة بنفسه كانت وسائل تعليمية(محمد ابوحيلة:2001: 73).
الوسائل التعليمية التعلمية:
نظرا لأن الوسيلة الواحدة
يمكن أن يستخدمها المعلم والمتعلم معا حيث ترتبط عملية التعليم بالتعلم أى يمكن أن
تكون الوسيلة تعليمية وتعلميه فى الموقف الواحد فكان لابد من الدمج بينهما فى
مصطلح واحد.
ويمكن تعريف الوسائل
التعليمية التعلمية بأنها مجموعة متكاملة من المواد والأدوات والأجهزة التعليمية
التى يستخدمها المعلم أو المتعلم لنقل محتوى معرفى أو الوصول غليه داخل غرفة الصف
أو خارجها بغرض تحسين عمليتى التعليم والتعلم.
كما تعرف بأنها كل ما
يستخدمه المعلم أو المتعلم من أجهزة وأدوات ومواد تعليمية وغيرها داخل غرفة الدرس
وخارجها لنقل خبرات محددة أو الوصول إليها بشكل يزيد من فاعلية وتحسين عمليتى
التعليم والتعلم(محمد ابوحيلة:2002: 31).
المرحلة الخامسة: التسمية على أساس منحى النظم:
وفى هذه المرحلة بدأ النظر
إلى الوسائل التعليمية فى ظل منحى النظم أى انها جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة
وهى العملية التعليمية حيث بدأ الاهتمام ليس بالمواد التعليمية أو الأجهزة فقط
ولكن بالإستراتيجية الموضوعة من قبل مصمم هذه المنظومة وذلك لبيان كيفية استخدام
هذه الوسائل لتحقيق الأهداف السلوكية المحددة من قبل آخذ فى الاعتبار معايير
اختيار الوسائل وكيفية استخدامها ومدى توفر الإمكانات المادية والبشرية المتاحة فى
البيئة التى تستخدم فيها وأيضا الأهداف المراد تحقيقها(محمد ابوحيلة:2001:
75).
وفى خلال هذا الأسلوب أخل
علم تكنولوجيا المتعلم وتكنولوجيا التربية والذى تجاوز مفهوم الوسائل التعليمية بل
واهتم بالعملية التعليمية ككل منذ بدايتها فى تحديد الأهداف التعليمية حتى التقويم
والاستفادة من التغذية الراجعة ونتج عن ذلك مسميات أخرى من بينها الوسائل
التكنولوجية المبرمجة للتعليم، والتكنولوجيا التعليمية (تكنولوجيا التعليم) وأخرى
نظام الوسائل المتعددة والتسمية الأخيرة أعم وأشمل حيث تستخدم الوسائل التعليمية
كمنظومة فرعية ضمن المنظومة الكلية وهى العملية التعليمية التعلمية وبالتالى تكون
أساسية فى العملية التعليمية وليست مساعدة للمدرس يستخدمها أولا يستخدمها(احمد
منصور:1983:).
المــراجــع
1. ادريس عبد الله: تكنولوجيا التربية والقابليةالابتكارية، مجلة علوم انسانية العدد 15،السنة
الثانية نوفمبر 2004 www.uluminsania.net
2. أحمد إبراهيم قنديل: التدريس بالتكنولوجيا الحديثة، طـ، عالم الكتب، 2006.
3. أحمد حامد منصور: أساسيات تكنولوجيا التربية، سلسلة تكنولوجيا التعليم،13، 2001.
4. أحمدحامد منصور: "الكتاب الدوري في التقنيات التربوية"، المركز العربي للتقنيات التربوية – المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم ،1983).
5. أحمد خيري كاظم وآخرون:الوسائل التعليمية والمنهج" ، دار النهضة العربية،1970 .
6. جابر عبد الحميد، أحمد خيرى كاظم: الوسائل التعليمية والمنهج، دار النهضة، 1982.
7. عبد المجيد سيد منصور: سيكولوجية الوسائل التعليمية، دار المعارف، 1982.
8. عبد الله عبد الرحمنالكندرى:تكنولوجياالتعليم وتفعيل العملية التربوية دراسات عربية، مركز الكتاب للنشر، د.ت.
9. علي عبدالله دوشي:الوسائلالتعليمية مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها.
http://www.almadina-almunawarah.com
محمد محمود الحيلة: التكنولوجيا التعليمية والمعلوماتية، دار الكتابالجامعى، ط1،2001.
11. محمد محمود الحيلة: تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية والتعلمية، دار المسيرةللنشر والتوزيع، والطباعة، ط2، 2002.
12. مجدى عزيز إبراهيم: موسوعة المناهج التربوية، مكتبة الأنجلو المصرية، د.ت.
13. مصطفى عبد السميع محمد:تكنولوجياالتعليم، دراسات عربية، مركز الكتاب للنشر، د.ت.
14. مصطفى عبد السميع محمد وآخرون: استخدام التكنولوجيا فى التربية الخاصة، مركز الكتابللنشر، د.ت.
15. ناجى احمداسكندر:ماذاتعرف عن الوسائل التعليمية
www.alfaseeh.com
16. نرجس عبد القادر حمدى:تكنولوجيا التعليم والتدريس الجامعى، دراسات عربية،
مركز الكتاب للنشر، د.ت.