مفهومه وطبيعته ومتطلباته التعلم عبر الإنترنت
مع تعاظم ثورة المعلومات وتزايد كم المعلومات والبيانات المنقولة والمتبادلة في العالم، أصبح من المستحيل على أي فرد، أن يلم - بصورة كاملة - بأي فرع من فروع العلم، ومع الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت وما تتمتع به من ميزات، ظهرت الإنترنت لأول مرة في منتصف التسعينيات كوسيط اتصال بين المتعلم والمعلم، وقد أدى ذلك إلى ظهور التعلم من بعد عبر الإنترنت، والجامعات الافتراضية Virtual Universities، والمدارس الافتراضية Virtual Schools، والفصول الافتراضية Virtual Classrooms، وبهذا بدأ يتبلور مفهوم التعلم القائم على الإنترنت كنموذج جديد للتعلم من بعد وأحد أشكال التعلم الإلكتروني E-Learning.
د.حسن الباتع عبدالعاطي❊ ـ مصر
ولقد كان من أهم الأهداف الرئيسة للتعلم من بعد – بأشكاله المختلفة عبر قرون عديدة - توفير وسائل تربوية بديلة لهؤلاء الطلاب الذين يعيشون في أماكن بعيدة، أو تحول ظروفهم دون الانتظام في التعليم الرسمي، وذلك بدءًا من المقررات بالمراسلة ومرورًا بالراديو والإذاعة والمؤتمرات الصوتية والتليفزيون التعليمي إلى مقررات الوسائط المتعددة القائمة على الكمبيوتر، وانتهاءً بشكل المقررات عبر الإنترنت.
ويعرف التعلم الإلكتروني بأنه استخدام التكتولوجيا الحديثة من إنترنت أو أقمار صناعية أو إذاعة أو أفلام فيديو أو تليفزيون أو أقراص مدمجة أو مؤتمرات فيديو أو بريد إلكتروني أو حوار مباشر بين طرفين عبر الإنترنت في العملية التعليمية، كما يعرف البعض التعلم الإلكتروني بأنه ذلك النوع من التعلم الذي يعتمد على استخدام وسائل تكنولوجيا الكمبيوتر وشبكاته من قبل المتعلم، حيث تتضمن تلك الوسائل جميع الآليات الجديدة للاتصال مثل: شبكات الكمبيوتر والوسائط المتعددة والمحتوى الإلكتروني ومحركات البحث والمكتبات الإلكترونية والفصول المتصلة بالإنترنت.
في ضوء ما سبق يمكن القول إن المقصود بالتعلم الإلكتروني بصفة عامة استخدام التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالكمبيوتر والإنترنت لإحداث تعلم بأقل وقت وجهد وأكبر فائدة.
ولقد انتشر التعلم الإلكتروني بشكل سريع إلى الحد الذي جعل البعض يتوقع أن التعلم الإلكتروني سيكون الأسلوب الأمثل والأكثر انتشارًا للتعليم والتدريب في المستقبل القريب، وكل هذا بفضل المميزات الكثيرة التي يتسم بها هذا النوع من التعلم. وهناك ثلاثة أشكال للتعلم الإلكتروني، الشكل الأول: التعلم الإلكتروني باستخدام الأقراص المدمجة CD، حيث شهد عقد الثمانينيات استخدام الأقراص المدمجة CDs في التعليم، غير أنه كان ينقصها التفاعل بين المادة والمتعلم، ونظرًا للتطورات التي حدثت فقد اشتمل هذا النمط فيما بعد على برامج تعليمية صممت بطريقة ذكية، وتعني كلمة (ذكية) وجود تفاعل في اتجاهين بين البرنامج والطالب الذي يستخدمه، ويمكن اعتماد هذا النمط من التعليم كصورة مكملة لأساليب التعليم التقليدية.
والشكل الثاني للتعلم الإلكتروني هوالتعلم الإلكتروني باستخدام الكتب -Books، الكتاب الإلكتروني كتاب، أو كتيب، أو أي مطبوع بشكل عام يوجدالإلكترونية على هيئة إلكترونية، ويمكن توزيعه إلكترونيًا عن طريق الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والنقل المباشر للملفات، أو النقل على أي من الوسائط التخزينية المختلفة، ويتم قراءة هذه الكتب على الشاشات الخاصة بأجهزة الكمبيوتر المختلفة. وقد بدأ استخدام الكتب الإلكترونية في مجال التعلم الإلكتروني مع بداية عام 2000 في بعض مدارس الولايات المتحدة على سبيل التجربة، حيث تم توفير الأجهزة الخاصة بالكتب الإلكترونية لكل طالب بعد تحميلها بالمناهج الدراسية التي سيدرسها، كما تم توفير جهاز مماثل لكل معلم مع توفير شبكة ربط داخل الفصل بين مكتب المعلم ومكاتب الطلاب، وفي بداية اليوم الدراسي يوصل كل طالب جهازه بالشبكة الموجودة داخل الفصل، وبعدها يبدأ المعلم الشرح عبر شاشة عرض كبيرة يظهر عليها ما يوجد من صفحات داخل جهاز الكتاب الإلكتروني، ويمكن للمعلم في نهاية الدرس إرسال أسئلة وتمارين مرتبطة بالموضوع، ويبدأ الطلاب في حل هذه التدريبات بعد رجوعهم إلى منازلهم، وفي اليوم التالي يطلع المعلم على إجابات الطلاب ويعلق عليها ويصححها.
والشكل الثالث للتعلم الإلكتروني، التعلم الإلكتروني باستخدام الإنترنت أو التعلم القائم على استخدام الإنترنت. في هذا النوع من التعليم تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم موقع خاص بها ولمواد أو برامج معينة لها، ويسمح هذا النمط من التعليم للمتعلمين بالاتصال من منازلهم بالكلية ومتابعة دروسهم ومناقشة المحاضرين وفق جداول زمنية محددة، وبالتالي فالمحتوى في ذلك النوع من التعليم هو المقررات المعدة إلكترونيًا في موقع عبر الإنترنت.
وبالرغم من أن عديدًا من الجامعات ما زالت تستخدم أسلوب المراسلة وأساليب العرض القائمة على الفيديو التي كانت تستخدم في الماضي، فإن النمو الحالي الأكثر شيوعًا وانتشارًا في مجال التعلم من بعد التعلم القائم على الإنترنت. وقد واجه التعلم القائم على الإنترنت منذ نشأته مقاومة كبيرة جدًا من جانب معظم الطلاب والمعلمين والإداريين؛ وذلك لاختلافه عن أساليب التعليم التقليدية التي ألفوها داخل الفصل. أما الآن فقد أصبح أكثر تقديرًا، وأكثر ألفة بالنسبة لهم، فهو يبدو للطالب أسلوبًا أكثر مرونة وملاءمة لأخذ المقررات عبر الإنترنت، ويبدو للمعلمين بداية جيدة لبدء التعلم القائم على الإنترنت، ويبدو للإداريين أكثر فاعلية من حيث التكلفة.
ونتيجة لذلك لقي هذا النوع من التعلم صدى واسعًا من قبل المؤسسات التعليمية، وبخاصة تلك التي تبحث عن فرص لتعليم هؤلاء الطلاب الذين يرغبون في التعلم في أي مكان أو زمان، حيث تتكون البيئة التعليمية الجديدة من فصول ليست كتلك الفصول التقليدية ذات الجدران التي تبنى من الطوب، بل تتكون من فصول من نوع آخر تبنى من برامج الكمبيوتر، وبها أماكن افتراضية، حيث يقابل المعلم طلابه ويتفاعل كل مع الآخر ويشارك في خبرات التعلم.
وبهذا يعد التعلم القائم على الإنترنت مدخلًا مبتكرًا وجديدًا للتعلم من بعد، حيث تحدث عمليتا التعليم والتعلم عبر الإنترنت مقارنة بالفصل التقليدي، وفيما يلي سيتم مناقشة التعلم القائم على الإنترنت بشكل مفصل، وذلك من حيث طبيعته، والمتطلبات الواجب توافرها في عناصر بيئته:
طبيعة التعلم القائم على الإنترنت:
تعريف التعلم القائم على الإنترنت:
يعرف التعلم القائم على الإنترنت بأنه التعلم الذي يصل كله أو جزء منه إلى الطلاب عن طريق الإنترنت، وترى لجنة فلوريدا للمعايير التربوية (1998) The Florida education standards commission أنه عبارة عن خدمة توصيل التعلم عبر الشبكة العالمية، حيث يوجد الطلاب في أماكن مختلفة من العالم، كما يعرف البعض التعلم القائم على الإنترنت بأنه ذلك النوع من التعلم الذي يتم عبر الإنترنت ويتميز بالارتباطات المترابطة Hyper links، وإمكانية التواصل والتفاعل فيما بين أفراده، أو هو استخدام التكنولوجيا لتسهيل وصول محتوى المقرر للمتعلم، كما أنه وسيط للتفاعل بين الطالب والمعلم وجميع الطلاب، حيث تدعم التكنولوجيا الاتصال من فرد لآخر، ومن فرد لعدة أفراد أو عدة أفراد وعدة أفراد آخرين، ويتم ذلك بشكل متزامن أو غير متزامن.
وبالنظر إلى التعريفات السابقة نجد أنها تكاد تكون متقاربة فيما هدفت إليه، وهو استخدام شبكة الإنترنت العالمية في تعلم الطلاب، حيث تعمل كمصدر من مصادر التعلم، وكوسيط لتبادل المعلومات، وحدوث التفاعل بين عناصره سواء أكانت عناصر بشرية أم غير بشرية.
ويأخذ التعلم القائم على الإنترنت مسميات متعددة مثل:Online Learning، Online Courses، Web-based Instruction، Web based learning، وتشير تلك المصطلحات المتنوعة إلى نوع معين من التعلم من بعد، حيث يتم توظيف إمكانات الإنترنت وما تشتمل عليه من خدمات في عمليتي التعليم والتعلم.
التعلم القائم على الإنترنت والتعليم التقليدي:
تختلف طبيعة التعلم القائم على الإنترنت عند مقارنتها بما يحدث داخل الفصل التقليدي، ويتضح ذلك من خلال عرض النقاط التالية:
- يتفاعل الطلاب في المقررات عبر الإنترنت بدرجة كبيرة: حيث يمكن للطلاب مناقشة بعضهم بعضًا وسؤال المعلم وتلقي تغذية راجعة فورية، وتعد هذه الخاصية بعدًا يبدو مفقودًا في التعليم التقليدي اليوم؛ نظرًا لازدحام الفصول بأعداد الطلاب وكثرة الأعباء على المعلم، وغيره من المشكلات التي يعانيها التعليم التقليدي.
- يمكن للطلاب في بيئة التعلم القائم على الإنترنت التعلم ليس فقط من المعلم – كمصدر وحيد للمعرفة – ولكن أيضًا يمكنهم التعلم من أي فرد أو مصدر آخر، والتفاعل مع تلك المصادر.
- تركز المقررات عبر الإنترنت على الطالب كثيرًا، بعكس المقررات التقليدية التي يتحكم فيها المعلم.
- يتضمن نموذج التعليم التقليدي مشاركة محدودة للطلاب، حيث يأخذ الطلاب مسؤولية صغيرة لاكتساب خبرات التعلم، أما في بيئة التعلم القائم على الإنترنت فيعبر الطلاب عن أفكارهم وآرائهم من خلال العمل التعاوني.
- يتطلب تطوير مقرر عبر الإنترنت وتطبيقه وقتًا وجهدًا أكثر بكثير مقارنة بالمقرر المطبوع.
- إن التعلم القائم على الإنترنت – على المدى البعيد - أقل تكلفة مقارنة بالتعليم التقليدي؛ لذلك تعد إمكانية تقليل التكاليف أحد العوامل الرئيسة التي تدفع صناع القرار لتبني مثل هذا النوع من التعلم، ويوجد عدد من العوامل التي تؤثر في تكلفة التعلم القائم على الإنترنت وفاعليته، نلخصها فيما يلي:
- عدد الطلاب المقيدين في كل مقرر.
- عدد المقررات المقدمة: حيث إن أكثر المداخل فاعلية في التكلفة الذي يعرض مقررات قليلة لعدد كبير من الطلاب.
- تكرار إجراء تعديلات وتطوير على المقرر.
- كم الوسائط المتعددة المستخدمة ونوعها.
- كم التفاعل في المقرر.
- كم الدعم المقدم للطلاب ونوعه.
- نوع البرامج التعليمية والخطط للتعلم القائم على الإنترنت.
- اختيار التفاعل المتزامن في مقابل التفاعل غير المتزامن.
- معدل تكملة كل طالب للمقرر ونسبة الفاقد.
وقد أجري عدد من البحوث والدراسات أظهرت تفوق التعلم القائم على الإنترنت على التعليم التقليدي، حيث أشارت ، و«جنارسون» (2001)نتائج دراسات كل من «روس» (2000) Ross، و«فوكس» (2001) Gunnarsson و«سبنسر» (2001) Spencer، ومحمد حسين (2002)؛ إلى ارتفاع تحصيل الطلاب الذين درسوا المقررات عبر الإنترنت مقارنة بالطلاب الذين درسوا المقررات نفسها بالطريقة التقليدية، في حين أن هناك دراسات أثبتت العكس كدراسة «هارفيل» (2000) Harvell، و«كرابتري» (2001) Crabtree التي توصلتا إلى قلة عدد الطلاب الذين حققوا نتائج جيدة في التحصيل في بيئة التعلم القائم على الإنترنت مقارنة بالتعليم في الفصول التقليدية.
كما يعتمد النجاح في التعلم القائم على الإنترنت على وجود اتجاهات إيجابية نحو استخدام الإنترنت في التعلم، وفي هذا الصدد يشير «داموسن» (2003) Damoense إلى أنه إذا كانت اتجاهات الطلاب نحو التعلم القائم على الإنترنت موجبة، فإنهم قادرون على اكتساب المعرفة وخبرات التعلم المرتبطة بالمهارات المعرفية مثل: مهارات حل المشكلة وصنع القرار والتحليل والتفكير الناقد، كما توجد علاقة قوية بين الاتجاهات الموجبة نحو التعلم القائم على الإنترنت ودرجة المشاركة في تلك البيئة التعليمية، وقد أجري عدد من الدراسات استهدفت الكشف عن اتجاهات الطلاب نحو التعلم القائم على الإنترنت، ومن هذه الدراسات دراسة كل من «هونج» (2000) Huang، و«جينكنز» (2000) Jenkins، و«كورباكاك» (2000) Kurubacak، و«ويلكيرسون» و«إلكينز» (2000) Elkins & Wilkerson، و«شانج» Chang (2001)، و«الـتيجي» (2001) El-Tigi، و«جنارسون» (2001) Gunnarsson و«ليمفيرناندس» (2001) Lim-Fernandes، ومصطفى جودت (2003)، حيث أشارت نتائج تلك الدراسات إلى أن الطلاب كانت لديهم اتجاهات موجبة نحو التعلم القائم على الإنترنت، في حين أن هناك دراسات أثبتت أن اتجاهات الطلاب نحو استخدام الإنترنت في التعلم لم يحدث لها نمو ملحوظ مثل دراسة «هارفيل» (2000) Harvell، ومحمد حسين (2002).
مميزات التعلم القائم على الإنترنت وعيوبه:
بالرغم من المميزات التي يتمتع بها التعلم القائم على الإنترنت، فإنه يوجد بعض العيوب التي قد تجعل البعض يحجم عن القيد في هذا النوع من التعلم، نذكر منها ما يلي:
- الخصوصية والسرية: أثر حدوث هجمات على مواقع الإنترنت على التربويين حول تأثير ذلك على مستقبل التعلم القائم على الإنترنت، وما يمكن أن يحدث من اختراق للمحتوى والامتحانات.
- ربما يفشل المتعلمون منخفضو الدافعية أو هؤلاء الذين لديهم عادات سيئة في الدراسة في مثل هذا النوع من التعليم.
- ربما لا يكون المعلم موجودًا دائمًا عندما يدرس الطلاب أو يحتاجون لمساعدته.
- بطء الاتصال بالإنترنت أو قدم الأجهزة ربما يمثل صعوبة عند الدخول إلى مواد المقرر.
- ربما تبدو إدارة ملفات الكمبيوتر وبرامج التعلم القائم على الإنترنت في بعض الأحيان معقدة للطلاب، ولا سيما المبتدئين منهم ذوي مهارات الكمبيوتر المنخفضة.
- من الصعب أن يحاكى العمل اليدوي أو المعملي في الفصل الافتراضي.
في ضوء ما سبق يتضح أن التعلم القائم على الإنترنت له طبيعة خاصة تميزه عن باقي أنماط التعلم الأخرى وبخاصة التقليدي، وأنه بالرغم من كفاءة هذا النوع من التعلم في تحقيق نتائج جيدة في التحصيل والاتجاه، فإن هناك مؤشرات أخرى تدل على عدم فاعليته في تنمية المتغيرات نفسها؛ الأمر الذي يجعل هناك حاجة إلى توجيه جهود البحث العلمي نحو مزيد من البحوث والدراسات التي تسعى للكشف عن جدوى التعلم القائم على الإنترنت في تحقيق نتائج فعالة بالنسبة لمتغيرات مختلفة.
المتطلبات الواجب توافرها في عناصر بيئة التعلم القائم على الإنترنت:
للنجاح في برامج التعلم القائم على الإنترنت ومقرراته، فإنه يجب أن يكرس العمل بعناية من قبل الطلاب والمعلمين وفريق الدعم الإداري، ومن قبل المنظمات أو المؤسسات التعليمية، وسيتم مناقشة ذلك من خلال تحديد المتطلبات التي يجب توافرها في عناصر بيئة التعلم القائم على الإنترنت، كما يلي:
المتطلبات الواجب توافرها في الطلاب:
إذا كان التعلم القائم على الإنترنت يجذب تقريبًا كل الطلاب؛ لمرونته، وملاءمته، فليس لدى كل الطلاب القدرات والخصائص الضرورية التي تؤهلهم للنجاح في مثل هذا النوع من التعلم، ذلك أن نجاح الطالب في التعلم القائم على الإنترنت يتطلب منه ما يلي:
- أن يكون لديه وقت كاف للمشاركة في دراسة المقرر بدرجة تجعله يلتزم بالجدول الزمني المحدد للدراسة.
- أن يرغب في هذا النوع من التعلم؛ لأن بعض الطلاب يفضلون نموذج التعليم التقليدي.
- أن يكون ملمًا بقدر مناسب من الثقافة الكمبيوترية وكيفية استخدام الإنترنت.
- أن يستكمل التكليفات نفسها التي يكلف بها نظيره في التعليم التقليدي وبشكل منتظم.
- أن يكون لديه القدرة على استخدام بعض خدمات الإنترنت الأكثر شيوعًا، كخدمة كيفية البحث عن المعلومات، وخدمة نقل الملفات FTP، وخدمة مجموعات الأخبار، بالإضافة إلى خدمة البريد الإلكتروني التي تمكنه من إرسال الرسائل واستقبالها.
المتطلبات الواجب توافرها في المعلمين:
ليس كل المعلمين مرشحين للمشاركة في التدريس عبر الإنترنت؛ لأن ذلك يتطلب منهم توافر ما يلي:
- فهم خصائص الطلاب واحتياجاتهم عبر الإنترنت.
- التركيز على الأهداف التربوية وتغطية محتوى المقرر.
- تبني أساليب تدريس متنوعة للطلاب ذوي الاحتياجات والتوقعات المتعددة والمختلفة.
- الإلمام بالثقافة الكمبيوترية بمستوى أعلى من مستوى طلابهم.
- قضاء وقت كبير أمام الأجهزة الخاصة بهم؛ للرد على استفسارات الطلاب واستجاباتهم (تغذية راجعة فورية).
- الإلمام بمشكلات نظم تشغيل الكمبيوتر وفهم أدواته، وكذا نظم العرض المستخدمة.
- الاستمتاع باستخدام التكنولوجيا في التدريس، بالإضافة إلى الحاجة لأسلوب تدريس يلائم بيئة الإنترنت.
ويضيف البعض بأنه يجب على المعلم الذي يشارك في التعلم القائم على الإنترنت القيام بالأدوار التالية:
- المشاركة في وضع المقررات بما يتوافق مع متطلبات التعلم القائم على الإنترنت.
- تصميم الاختبارات وأساليب التقويم المختلفة.
- تصحيح الاختبارات والتكليفات والمشروعات التي يرسلها الطلاب إليه.
- التوجيه والإشراف العلمي والتربوي.
- كتابة التقارير الدورية وإرسالها إلى مراكز الجامعة.
المتطلبات الواجب توافرها في الإداريين:
يعد الإداريون من العناصر المؤثرة في نجاح التعلم القائم على الإنترنت؛ حيث يتطلب منهم القيام ببعض الأدوار التي يمكن إيجازها فيما يلي:
- توفير تسهيلات تكنولوجية واسعة وشاملة لعرض المقررات عبر الإنترنت.
- تنظيم مواد التعلم وتسجيل الطلاب.
- وضع الجدول الزمني للمقررات وكذا تقارير الدرجات.
- مساعدة هيئة التدريس في إعداد المواد التعليمية، وإدارة برامج الفصول الافتراضية.
- تقسيم الطلاب المقيدين في المقررات عبر الإنترنت في مجموعات تتراوح من 15- 20 طالبًا لكل معلم حتى يتفاعل معهم بسهولة، ويعطي تغذية راجعة فورية.
- التسويق لتلك المقررات في العالم في وسائل الإعلام المختلفة.
الشروط الواجب توافرها في المقرر:
ليست كل مادة دراسية يمكن أن تدرس بسهولة أو بفاعلية عبر الإنترنت، فتدريس المهارات الحركية في مقرر عبر الإنترنت – على سبيل المثال - يتطلب استخدام نماذج المحاكاة المصممة بإتقان، وتصميم تلك النماذج وتطويرها عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، كما أن بعض المواد الدراسية لا تبدو مرشحة بدرجة كبيرة للتعلم القائم على الإنترنت، كالمواد المتعلقة بالمهارات الاجتماعية مثل: الإدارة والتواصل وعلاقات العميل.. إلخ، حيث يعد التفاعل ونمذجة السلوك الإنساني جوهر هذه المهارات، ويكون تعلم تلك المهارات بصورة أفضل في بيئة الفصل التقليدي حيث المعلم ولعب الدور، وتعتمد عديد من تلك المهارات على فروق دقيقة لنبرات الصوت ولغة البدن التي يكون من الصعب ضبطها في المقررات عبر الإنترنت. ويبدو العمل جيدًا في المقررات عبر الإنترنت مع المواد الأكاديمية، التي تتضمن تعلم المفاهيم والمبادئ، وممارسة المناقشات، وكتابة التقارير، وحل المشكلات.
وكما أن للتعلم القائم على الإنترنت معوقات ومحاذير تحول دون مشاركة جميع الطلاب والمعلمين والإداريين والمقررات، فإن تقديم المقررات عبر الإنترنت من قبل المؤسسات التعليمية لا يمكن أن ينجح إذا كانت الثقافة والسياسة الخاصة بتلك المؤسسات ليست موجهة تكنولوجيًا.
يتضح مما سبق أن التعلم القائم على الإنترنت قد فرض على المعلمين والطلاب والمحتوى والإداريين والمؤسسات التعليمية عديدًا من التحديات التي غيرت من المتطلبات الخاصة بمهارات عمليتي التعليم والتعلم والخدمات الإدارية والتسهيلات التربوية؛ وفي ضوء هذه التغيرات يتحتم على المدارس والمؤسسات التي تنحو نحو استخدام الإنترنت في التعليم أن تعد نفسها للأدوات والمهارات الجديدة التي تقابل تلك التحديات.
المصادر والمراجع
1- جورج نوبار سيمونيان (2001). أحدث التقنيات المؤثرة في تطوير المدرسة الإلكترونية، المؤتمر العلمي السنوي الثامن بالاشتراك مع كلية البنات جامعة عين شمس 29-31 أكتوبر 2001، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، القاهرة، 169-186.
2- جورج نوبار سيمونيان (2004). الثقافة الإلكترونية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
3- حسن الباتع محمد عبدالعاطي (2006). تصميم مقرر عبر الإنترنت من منظورين مختلفين البنائي والموضوعي وقياس فاعليته في تنمية التحصيل والتفكير الناقد والاتجاه نحو التعلم القائم على الإنترنت لدى طلاب كلية التربية جامعة الإسكندرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية – جامعة الإسكندرية.
4- رمزي أحمد عبدالحي (2005). التعليم العالي الإلكتروني: محدداته ومبرراته ووسائطه، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
5- عبدالرحمن توفيق (2001). التدريب عن بعد: تنمية الموارد البشرية باستخدام الكمبيوتر والإنترنت، القاهرة: مركز الخبرات المهنية للإدارة .
6- فايز منشر الظفيري (2004). أهداف وطموحات تربوية في التعلم الإلكتروني، رسالة التربية، سلطنة عمان العدد (4)، مارس، 84-90.
7- محمد حسين علي (2002). فعالية استخدام شبكة الإنترنت في إكساب طلاب كلية التربية بنزوي الرياضيات المدرسية، دراسات تربوية واجتماعية، كلية التربية – جامعة حلوان، المجلد (، العدد (4)، أكتوبر، 189-234.
8- محمد نبيل العطروني (2002). التعليم الإلكتروني «أحد نماذج التعليم الجامعي عن بعد»، المؤتمر القومي السنوي التاسع (العربي الأول) لمركز التعليم الجامعي «التعليم الجامعي العربي عن بعد رؤية مستقبلية»، (17-18) ديسمبر، جامعة عين شمس، 136-144.
9.
مع تعاظم ثورة المعلومات وتزايد كم المعلومات والبيانات المنقولة والمتبادلة في العالم، أصبح من المستحيل على أي فرد، أن يلم - بصورة كاملة - بأي فرع من فروع العلم، ومع الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت وما تتمتع به من ميزات، ظهرت الإنترنت لأول مرة في منتصف التسعينيات كوسيط اتصال بين المتعلم والمعلم، وقد أدى ذلك إلى ظهور التعلم من بعد عبر الإنترنت، والجامعات الافتراضية Virtual Universities، والمدارس الافتراضية Virtual Schools، والفصول الافتراضية Virtual Classrooms، وبهذا بدأ يتبلور مفهوم التعلم القائم على الإنترنت كنموذج جديد للتعلم من بعد وأحد أشكال التعلم الإلكتروني E-Learning.
د.حسن الباتع عبدالعاطي❊ ـ مصر
ولقد كان من أهم الأهداف الرئيسة للتعلم من بعد – بأشكاله المختلفة عبر قرون عديدة - توفير وسائل تربوية بديلة لهؤلاء الطلاب الذين يعيشون في أماكن بعيدة، أو تحول ظروفهم دون الانتظام في التعليم الرسمي، وذلك بدءًا من المقررات بالمراسلة ومرورًا بالراديو والإذاعة والمؤتمرات الصوتية والتليفزيون التعليمي إلى مقررات الوسائط المتعددة القائمة على الكمبيوتر، وانتهاءً بشكل المقررات عبر الإنترنت.
ويعرف التعلم الإلكتروني بأنه استخدام التكتولوجيا الحديثة من إنترنت أو أقمار صناعية أو إذاعة أو أفلام فيديو أو تليفزيون أو أقراص مدمجة أو مؤتمرات فيديو أو بريد إلكتروني أو حوار مباشر بين طرفين عبر الإنترنت في العملية التعليمية، كما يعرف البعض التعلم الإلكتروني بأنه ذلك النوع من التعلم الذي يعتمد على استخدام وسائل تكنولوجيا الكمبيوتر وشبكاته من قبل المتعلم، حيث تتضمن تلك الوسائل جميع الآليات الجديدة للاتصال مثل: شبكات الكمبيوتر والوسائط المتعددة والمحتوى الإلكتروني ومحركات البحث والمكتبات الإلكترونية والفصول المتصلة بالإنترنت.
في ضوء ما سبق يمكن القول إن المقصود بالتعلم الإلكتروني بصفة عامة استخدام التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالكمبيوتر والإنترنت لإحداث تعلم بأقل وقت وجهد وأكبر فائدة.
ولقد انتشر التعلم الإلكتروني بشكل سريع إلى الحد الذي جعل البعض يتوقع أن التعلم الإلكتروني سيكون الأسلوب الأمثل والأكثر انتشارًا للتعليم والتدريب في المستقبل القريب، وكل هذا بفضل المميزات الكثيرة التي يتسم بها هذا النوع من التعلم. وهناك ثلاثة أشكال للتعلم الإلكتروني، الشكل الأول: التعلم الإلكتروني باستخدام الأقراص المدمجة CD، حيث شهد عقد الثمانينيات استخدام الأقراص المدمجة CDs في التعليم، غير أنه كان ينقصها التفاعل بين المادة والمتعلم، ونظرًا للتطورات التي حدثت فقد اشتمل هذا النمط فيما بعد على برامج تعليمية صممت بطريقة ذكية، وتعني كلمة (ذكية) وجود تفاعل في اتجاهين بين البرنامج والطالب الذي يستخدمه، ويمكن اعتماد هذا النمط من التعليم كصورة مكملة لأساليب التعليم التقليدية.
والشكل الثاني للتعلم الإلكتروني هوالتعلم الإلكتروني باستخدام الكتب -Books، الكتاب الإلكتروني كتاب، أو كتيب، أو أي مطبوع بشكل عام يوجدالإلكترونية على هيئة إلكترونية، ويمكن توزيعه إلكترونيًا عن طريق الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والنقل المباشر للملفات، أو النقل على أي من الوسائط التخزينية المختلفة، ويتم قراءة هذه الكتب على الشاشات الخاصة بأجهزة الكمبيوتر المختلفة. وقد بدأ استخدام الكتب الإلكترونية في مجال التعلم الإلكتروني مع بداية عام 2000 في بعض مدارس الولايات المتحدة على سبيل التجربة، حيث تم توفير الأجهزة الخاصة بالكتب الإلكترونية لكل طالب بعد تحميلها بالمناهج الدراسية التي سيدرسها، كما تم توفير جهاز مماثل لكل معلم مع توفير شبكة ربط داخل الفصل بين مكتب المعلم ومكاتب الطلاب، وفي بداية اليوم الدراسي يوصل كل طالب جهازه بالشبكة الموجودة داخل الفصل، وبعدها يبدأ المعلم الشرح عبر شاشة عرض كبيرة يظهر عليها ما يوجد من صفحات داخل جهاز الكتاب الإلكتروني، ويمكن للمعلم في نهاية الدرس إرسال أسئلة وتمارين مرتبطة بالموضوع، ويبدأ الطلاب في حل هذه التدريبات بعد رجوعهم إلى منازلهم، وفي اليوم التالي يطلع المعلم على إجابات الطلاب ويعلق عليها ويصححها.
والشكل الثالث للتعلم الإلكتروني، التعلم الإلكتروني باستخدام الإنترنت أو التعلم القائم على استخدام الإنترنت. في هذا النوع من التعليم تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم موقع خاص بها ولمواد أو برامج معينة لها، ويسمح هذا النمط من التعليم للمتعلمين بالاتصال من منازلهم بالكلية ومتابعة دروسهم ومناقشة المحاضرين وفق جداول زمنية محددة، وبالتالي فالمحتوى في ذلك النوع من التعليم هو المقررات المعدة إلكترونيًا في موقع عبر الإنترنت.
وبالرغم من أن عديدًا من الجامعات ما زالت تستخدم أسلوب المراسلة وأساليب العرض القائمة على الفيديو التي كانت تستخدم في الماضي، فإن النمو الحالي الأكثر شيوعًا وانتشارًا في مجال التعلم من بعد التعلم القائم على الإنترنت. وقد واجه التعلم القائم على الإنترنت منذ نشأته مقاومة كبيرة جدًا من جانب معظم الطلاب والمعلمين والإداريين؛ وذلك لاختلافه عن أساليب التعليم التقليدية التي ألفوها داخل الفصل. أما الآن فقد أصبح أكثر تقديرًا، وأكثر ألفة بالنسبة لهم، فهو يبدو للطالب أسلوبًا أكثر مرونة وملاءمة لأخذ المقررات عبر الإنترنت، ويبدو للمعلمين بداية جيدة لبدء التعلم القائم على الإنترنت، ويبدو للإداريين أكثر فاعلية من حيث التكلفة.
ونتيجة لذلك لقي هذا النوع من التعلم صدى واسعًا من قبل المؤسسات التعليمية، وبخاصة تلك التي تبحث عن فرص لتعليم هؤلاء الطلاب الذين يرغبون في التعلم في أي مكان أو زمان، حيث تتكون البيئة التعليمية الجديدة من فصول ليست كتلك الفصول التقليدية ذات الجدران التي تبنى من الطوب، بل تتكون من فصول من نوع آخر تبنى من برامج الكمبيوتر، وبها أماكن افتراضية، حيث يقابل المعلم طلابه ويتفاعل كل مع الآخر ويشارك في خبرات التعلم.
وبهذا يعد التعلم القائم على الإنترنت مدخلًا مبتكرًا وجديدًا للتعلم من بعد، حيث تحدث عمليتا التعليم والتعلم عبر الإنترنت مقارنة بالفصل التقليدي، وفيما يلي سيتم مناقشة التعلم القائم على الإنترنت بشكل مفصل، وذلك من حيث طبيعته، والمتطلبات الواجب توافرها في عناصر بيئته:
طبيعة التعلم القائم على الإنترنت:
تعريف التعلم القائم على الإنترنت:
يعرف التعلم القائم على الإنترنت بأنه التعلم الذي يصل كله أو جزء منه إلى الطلاب عن طريق الإنترنت، وترى لجنة فلوريدا للمعايير التربوية (1998) The Florida education standards commission أنه عبارة عن خدمة توصيل التعلم عبر الشبكة العالمية، حيث يوجد الطلاب في أماكن مختلفة من العالم، كما يعرف البعض التعلم القائم على الإنترنت بأنه ذلك النوع من التعلم الذي يتم عبر الإنترنت ويتميز بالارتباطات المترابطة Hyper links، وإمكانية التواصل والتفاعل فيما بين أفراده، أو هو استخدام التكنولوجيا لتسهيل وصول محتوى المقرر للمتعلم، كما أنه وسيط للتفاعل بين الطالب والمعلم وجميع الطلاب، حيث تدعم التكنولوجيا الاتصال من فرد لآخر، ومن فرد لعدة أفراد أو عدة أفراد وعدة أفراد آخرين، ويتم ذلك بشكل متزامن أو غير متزامن.
وبالنظر إلى التعريفات السابقة نجد أنها تكاد تكون متقاربة فيما هدفت إليه، وهو استخدام شبكة الإنترنت العالمية في تعلم الطلاب، حيث تعمل كمصدر من مصادر التعلم، وكوسيط لتبادل المعلومات، وحدوث التفاعل بين عناصره سواء أكانت عناصر بشرية أم غير بشرية.
ويأخذ التعلم القائم على الإنترنت مسميات متعددة مثل:Online Learning، Online Courses، Web-based Instruction، Web based learning، وتشير تلك المصطلحات المتنوعة إلى نوع معين من التعلم من بعد، حيث يتم توظيف إمكانات الإنترنت وما تشتمل عليه من خدمات في عمليتي التعليم والتعلم.
التعلم القائم على الإنترنت والتعليم التقليدي:
تختلف طبيعة التعلم القائم على الإنترنت عند مقارنتها بما يحدث داخل الفصل التقليدي، ويتضح ذلك من خلال عرض النقاط التالية:
- يتفاعل الطلاب في المقررات عبر الإنترنت بدرجة كبيرة: حيث يمكن للطلاب مناقشة بعضهم بعضًا وسؤال المعلم وتلقي تغذية راجعة فورية، وتعد هذه الخاصية بعدًا يبدو مفقودًا في التعليم التقليدي اليوم؛ نظرًا لازدحام الفصول بأعداد الطلاب وكثرة الأعباء على المعلم، وغيره من المشكلات التي يعانيها التعليم التقليدي.
- يمكن للطلاب في بيئة التعلم القائم على الإنترنت التعلم ليس فقط من المعلم – كمصدر وحيد للمعرفة – ولكن أيضًا يمكنهم التعلم من أي فرد أو مصدر آخر، والتفاعل مع تلك المصادر.
- تركز المقررات عبر الإنترنت على الطالب كثيرًا، بعكس المقررات التقليدية التي يتحكم فيها المعلم.
- يتضمن نموذج التعليم التقليدي مشاركة محدودة للطلاب، حيث يأخذ الطلاب مسؤولية صغيرة لاكتساب خبرات التعلم، أما في بيئة التعلم القائم على الإنترنت فيعبر الطلاب عن أفكارهم وآرائهم من خلال العمل التعاوني.
- يتطلب تطوير مقرر عبر الإنترنت وتطبيقه وقتًا وجهدًا أكثر بكثير مقارنة بالمقرر المطبوع.
- إن التعلم القائم على الإنترنت – على المدى البعيد - أقل تكلفة مقارنة بالتعليم التقليدي؛ لذلك تعد إمكانية تقليل التكاليف أحد العوامل الرئيسة التي تدفع صناع القرار لتبني مثل هذا النوع من التعلم، ويوجد عدد من العوامل التي تؤثر في تكلفة التعلم القائم على الإنترنت وفاعليته، نلخصها فيما يلي:
- عدد الطلاب المقيدين في كل مقرر.
- عدد المقررات المقدمة: حيث إن أكثر المداخل فاعلية في التكلفة الذي يعرض مقررات قليلة لعدد كبير من الطلاب.
- تكرار إجراء تعديلات وتطوير على المقرر.
- كم الوسائط المتعددة المستخدمة ونوعها.
- كم التفاعل في المقرر.
- كم الدعم المقدم للطلاب ونوعه.
- نوع البرامج التعليمية والخطط للتعلم القائم على الإنترنت.
- اختيار التفاعل المتزامن في مقابل التفاعل غير المتزامن.
- معدل تكملة كل طالب للمقرر ونسبة الفاقد.
وقد أجري عدد من البحوث والدراسات أظهرت تفوق التعلم القائم على الإنترنت على التعليم التقليدي، حيث أشارت ، و«جنارسون» (2001)نتائج دراسات كل من «روس» (2000) Ross، و«فوكس» (2001) Gunnarsson و«سبنسر» (2001) Spencer، ومحمد حسين (2002)؛ إلى ارتفاع تحصيل الطلاب الذين درسوا المقررات عبر الإنترنت مقارنة بالطلاب الذين درسوا المقررات نفسها بالطريقة التقليدية، في حين أن هناك دراسات أثبتت العكس كدراسة «هارفيل» (2000) Harvell، و«كرابتري» (2001) Crabtree التي توصلتا إلى قلة عدد الطلاب الذين حققوا نتائج جيدة في التحصيل في بيئة التعلم القائم على الإنترنت مقارنة بالتعليم في الفصول التقليدية.
كما يعتمد النجاح في التعلم القائم على الإنترنت على وجود اتجاهات إيجابية نحو استخدام الإنترنت في التعلم، وفي هذا الصدد يشير «داموسن» (2003) Damoense إلى أنه إذا كانت اتجاهات الطلاب نحو التعلم القائم على الإنترنت موجبة، فإنهم قادرون على اكتساب المعرفة وخبرات التعلم المرتبطة بالمهارات المعرفية مثل: مهارات حل المشكلة وصنع القرار والتحليل والتفكير الناقد، كما توجد علاقة قوية بين الاتجاهات الموجبة نحو التعلم القائم على الإنترنت ودرجة المشاركة في تلك البيئة التعليمية، وقد أجري عدد من الدراسات استهدفت الكشف عن اتجاهات الطلاب نحو التعلم القائم على الإنترنت، ومن هذه الدراسات دراسة كل من «هونج» (2000) Huang، و«جينكنز» (2000) Jenkins، و«كورباكاك» (2000) Kurubacak، و«ويلكيرسون» و«إلكينز» (2000) Elkins & Wilkerson، و«شانج» Chang (2001)، و«الـتيجي» (2001) El-Tigi، و«جنارسون» (2001) Gunnarsson و«ليمفيرناندس» (2001) Lim-Fernandes، ومصطفى جودت (2003)، حيث أشارت نتائج تلك الدراسات إلى أن الطلاب كانت لديهم اتجاهات موجبة نحو التعلم القائم على الإنترنت، في حين أن هناك دراسات أثبتت أن اتجاهات الطلاب نحو استخدام الإنترنت في التعلم لم يحدث لها نمو ملحوظ مثل دراسة «هارفيل» (2000) Harvell، ومحمد حسين (2002).
مميزات التعلم القائم على الإنترنت وعيوبه:
بالرغم من المميزات التي يتمتع بها التعلم القائم على الإنترنت، فإنه يوجد بعض العيوب التي قد تجعل البعض يحجم عن القيد في هذا النوع من التعلم، نذكر منها ما يلي:
- الخصوصية والسرية: أثر حدوث هجمات على مواقع الإنترنت على التربويين حول تأثير ذلك على مستقبل التعلم القائم على الإنترنت، وما يمكن أن يحدث من اختراق للمحتوى والامتحانات.
- ربما يفشل المتعلمون منخفضو الدافعية أو هؤلاء الذين لديهم عادات سيئة في الدراسة في مثل هذا النوع من التعليم.
- ربما لا يكون المعلم موجودًا دائمًا عندما يدرس الطلاب أو يحتاجون لمساعدته.
- بطء الاتصال بالإنترنت أو قدم الأجهزة ربما يمثل صعوبة عند الدخول إلى مواد المقرر.
- ربما تبدو إدارة ملفات الكمبيوتر وبرامج التعلم القائم على الإنترنت في بعض الأحيان معقدة للطلاب، ولا سيما المبتدئين منهم ذوي مهارات الكمبيوتر المنخفضة.
- من الصعب أن يحاكى العمل اليدوي أو المعملي في الفصل الافتراضي.
في ضوء ما سبق يتضح أن التعلم القائم على الإنترنت له طبيعة خاصة تميزه عن باقي أنماط التعلم الأخرى وبخاصة التقليدي، وأنه بالرغم من كفاءة هذا النوع من التعلم في تحقيق نتائج جيدة في التحصيل والاتجاه، فإن هناك مؤشرات أخرى تدل على عدم فاعليته في تنمية المتغيرات نفسها؛ الأمر الذي يجعل هناك حاجة إلى توجيه جهود البحث العلمي نحو مزيد من البحوث والدراسات التي تسعى للكشف عن جدوى التعلم القائم على الإنترنت في تحقيق نتائج فعالة بالنسبة لمتغيرات مختلفة.
المتطلبات الواجب توافرها في عناصر بيئة التعلم القائم على الإنترنت:
للنجاح في برامج التعلم القائم على الإنترنت ومقرراته، فإنه يجب أن يكرس العمل بعناية من قبل الطلاب والمعلمين وفريق الدعم الإداري، ومن قبل المنظمات أو المؤسسات التعليمية، وسيتم مناقشة ذلك من خلال تحديد المتطلبات التي يجب توافرها في عناصر بيئة التعلم القائم على الإنترنت، كما يلي:
المتطلبات الواجب توافرها في الطلاب:
إذا كان التعلم القائم على الإنترنت يجذب تقريبًا كل الطلاب؛ لمرونته، وملاءمته، فليس لدى كل الطلاب القدرات والخصائص الضرورية التي تؤهلهم للنجاح في مثل هذا النوع من التعلم، ذلك أن نجاح الطالب في التعلم القائم على الإنترنت يتطلب منه ما يلي:
- أن يكون لديه وقت كاف للمشاركة في دراسة المقرر بدرجة تجعله يلتزم بالجدول الزمني المحدد للدراسة.
- أن يرغب في هذا النوع من التعلم؛ لأن بعض الطلاب يفضلون نموذج التعليم التقليدي.
- أن يكون ملمًا بقدر مناسب من الثقافة الكمبيوترية وكيفية استخدام الإنترنت.
- أن يستكمل التكليفات نفسها التي يكلف بها نظيره في التعليم التقليدي وبشكل منتظم.
- أن يكون لديه القدرة على استخدام بعض خدمات الإنترنت الأكثر شيوعًا، كخدمة كيفية البحث عن المعلومات، وخدمة نقل الملفات FTP، وخدمة مجموعات الأخبار، بالإضافة إلى خدمة البريد الإلكتروني التي تمكنه من إرسال الرسائل واستقبالها.
المتطلبات الواجب توافرها في المعلمين:
ليس كل المعلمين مرشحين للمشاركة في التدريس عبر الإنترنت؛ لأن ذلك يتطلب منهم توافر ما يلي:
- فهم خصائص الطلاب واحتياجاتهم عبر الإنترنت.
- التركيز على الأهداف التربوية وتغطية محتوى المقرر.
- تبني أساليب تدريس متنوعة للطلاب ذوي الاحتياجات والتوقعات المتعددة والمختلفة.
- الإلمام بالثقافة الكمبيوترية بمستوى أعلى من مستوى طلابهم.
- قضاء وقت كبير أمام الأجهزة الخاصة بهم؛ للرد على استفسارات الطلاب واستجاباتهم (تغذية راجعة فورية).
- الإلمام بمشكلات نظم تشغيل الكمبيوتر وفهم أدواته، وكذا نظم العرض المستخدمة.
- الاستمتاع باستخدام التكنولوجيا في التدريس، بالإضافة إلى الحاجة لأسلوب تدريس يلائم بيئة الإنترنت.
ويضيف البعض بأنه يجب على المعلم الذي يشارك في التعلم القائم على الإنترنت القيام بالأدوار التالية:
- المشاركة في وضع المقررات بما يتوافق مع متطلبات التعلم القائم على الإنترنت.
- تصميم الاختبارات وأساليب التقويم المختلفة.
- تصحيح الاختبارات والتكليفات والمشروعات التي يرسلها الطلاب إليه.
- التوجيه والإشراف العلمي والتربوي.
- كتابة التقارير الدورية وإرسالها إلى مراكز الجامعة.
المتطلبات الواجب توافرها في الإداريين:
يعد الإداريون من العناصر المؤثرة في نجاح التعلم القائم على الإنترنت؛ حيث يتطلب منهم القيام ببعض الأدوار التي يمكن إيجازها فيما يلي:
- توفير تسهيلات تكنولوجية واسعة وشاملة لعرض المقررات عبر الإنترنت.
- تنظيم مواد التعلم وتسجيل الطلاب.
- وضع الجدول الزمني للمقررات وكذا تقارير الدرجات.
- مساعدة هيئة التدريس في إعداد المواد التعليمية، وإدارة برامج الفصول الافتراضية.
- تقسيم الطلاب المقيدين في المقررات عبر الإنترنت في مجموعات تتراوح من 15- 20 طالبًا لكل معلم حتى يتفاعل معهم بسهولة، ويعطي تغذية راجعة فورية.
- التسويق لتلك المقررات في العالم في وسائل الإعلام المختلفة.
الشروط الواجب توافرها في المقرر:
ليست كل مادة دراسية يمكن أن تدرس بسهولة أو بفاعلية عبر الإنترنت، فتدريس المهارات الحركية في مقرر عبر الإنترنت – على سبيل المثال - يتطلب استخدام نماذج المحاكاة المصممة بإتقان، وتصميم تلك النماذج وتطويرها عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، كما أن بعض المواد الدراسية لا تبدو مرشحة بدرجة كبيرة للتعلم القائم على الإنترنت، كالمواد المتعلقة بالمهارات الاجتماعية مثل: الإدارة والتواصل وعلاقات العميل.. إلخ، حيث يعد التفاعل ونمذجة السلوك الإنساني جوهر هذه المهارات، ويكون تعلم تلك المهارات بصورة أفضل في بيئة الفصل التقليدي حيث المعلم ولعب الدور، وتعتمد عديد من تلك المهارات على فروق دقيقة لنبرات الصوت ولغة البدن التي يكون من الصعب ضبطها في المقررات عبر الإنترنت. ويبدو العمل جيدًا في المقررات عبر الإنترنت مع المواد الأكاديمية، التي تتضمن تعلم المفاهيم والمبادئ، وممارسة المناقشات، وكتابة التقارير، وحل المشكلات.
وكما أن للتعلم القائم على الإنترنت معوقات ومحاذير تحول دون مشاركة جميع الطلاب والمعلمين والإداريين والمقررات، فإن تقديم المقررات عبر الإنترنت من قبل المؤسسات التعليمية لا يمكن أن ينجح إذا كانت الثقافة والسياسة الخاصة بتلك المؤسسات ليست موجهة تكنولوجيًا.
يتضح مما سبق أن التعلم القائم على الإنترنت قد فرض على المعلمين والطلاب والمحتوى والإداريين والمؤسسات التعليمية عديدًا من التحديات التي غيرت من المتطلبات الخاصة بمهارات عمليتي التعليم والتعلم والخدمات الإدارية والتسهيلات التربوية؛ وفي ضوء هذه التغيرات يتحتم على المدارس والمؤسسات التي تنحو نحو استخدام الإنترنت في التعليم أن تعد نفسها للأدوات والمهارات الجديدة التي تقابل تلك التحديات.
المصادر والمراجع
1- جورج نوبار سيمونيان (2001). أحدث التقنيات المؤثرة في تطوير المدرسة الإلكترونية، المؤتمر العلمي السنوي الثامن بالاشتراك مع كلية البنات جامعة عين شمس 29-31 أكتوبر 2001، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، القاهرة، 169-186.
2- جورج نوبار سيمونيان (2004). الثقافة الإلكترونية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
3- حسن الباتع محمد عبدالعاطي (2006). تصميم مقرر عبر الإنترنت من منظورين مختلفين البنائي والموضوعي وقياس فاعليته في تنمية التحصيل والتفكير الناقد والاتجاه نحو التعلم القائم على الإنترنت لدى طلاب كلية التربية جامعة الإسكندرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية – جامعة الإسكندرية.
4- رمزي أحمد عبدالحي (2005). التعليم العالي الإلكتروني: محدداته ومبرراته ووسائطه، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
5- عبدالرحمن توفيق (2001). التدريب عن بعد: تنمية الموارد البشرية باستخدام الكمبيوتر والإنترنت، القاهرة: مركز الخبرات المهنية للإدارة .
6- فايز منشر الظفيري (2004). أهداف وطموحات تربوية في التعلم الإلكتروني، رسالة التربية، سلطنة عمان العدد (4)، مارس، 84-90.
7- محمد حسين علي (2002). فعالية استخدام شبكة الإنترنت في إكساب طلاب كلية التربية بنزوي الرياضيات المدرسية، دراسات تربوية واجتماعية، كلية التربية – جامعة حلوان، المجلد (، العدد (4)، أكتوبر، 189-234.
8- محمد نبيل العطروني (2002). التعليم الإلكتروني «أحد نماذج التعليم الجامعي عن بعد»، المؤتمر القومي السنوي التاسع (العربي الأول) لمركز التعليم الجامعي «التعليم الجامعي العربي عن بعد رؤية مستقبلية»، (17-18) ديسمبر، جامعة عين شمس، 136-144.
9.